سماحة المرجع النجفي (دام ظله) يستقبل وفدًا من جرحى حزب الله ‏في لبنان

سماحة المرجع النجفي (دام ظله) يستقبل وفدًا من جرحى حزب الله ‏في لبنان



22/7/2025


سماحته: أنتم مشروع شهادة، وتضحيتكم وسام شرف لكل الأمة

استقبل سماحة المرجع النجفي (دام ظله) وفدًا من الجرحى والمصابين اللبنانيين من مجاهدي ‏حزب الله الذين أُصيبوا خلال تصديهم للعدوان الصهيوني بأجهزة "البيجر"، وذلك في زيارة حملت ‏معاني الفخر والوفاء والمحبة لمرجعية النجف الأشرف‎.‎

وفي كلمة أبوية وعاطفية مؤثّرة، عبّر سماحته عن اعتزازه الكبير بهؤلاء الأبطال الذين مثّلوا ‏صورة مشرقة من صور التضحية والفداء، قائلًا: ‌‎"‎شرّفتمونا بأقدامكم الطيبة في هذا المكتب المبارك. ‏أنتم مثالٌ لجيلٍ آمن بالله، وضحّى من أجل وطنه ودينه. فحبّ الوطن من الإيمان، وأنتم تمثّلون ‏أنموذجًا للجندي الذي يحمل العقيدة ويدافع عنها، لا من أجل راتبٍ أو منصب، بل لأنكم ‏مشروع شهادة، كما قال علي الأكبر (عليه السلام): "لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت ‏علينا‎."‎

وأشار سماحته إلى أن ما يميّز هؤلاء المجاهدين عن جنود العدو أنهم يقاتلون عن وعيٍ وعقيدةٍ ‏وإيمانٍ راسخ، بينما العدو لا يدافع إلا عن مصالح دنيوية وأجنداتٍ غربية‎.‎


تذكيرٌ بنصائح المعصومين (عليهم السلام)‏

وفي معرض حديثه، استذكر سماحته (دام ظله) وصايا الإمام موسى بن جعفر (عليه ‏السلام)، بقوله: ‌‎"‎ليس منّا من لم يُحاسب نفسه في كل يوم... على كل إنسان، رجلًا كان أو ‏امرأة، أن يسأل نفسه عند نهاية يومه: ماذا فعلتُ بيدي؟ بسمعي؟ ببصري؟ بقدمي؟ وهل أرضيتُ ‏الله في أفعالي؟‎"‌‏.‏

وواصل سماحته نصائحه الأبوية، داعيًا إلى برّ الوالدين، لا سيّما الأم، قائلًا: ‌‎"‎تقبيل يد الأم ‏شرفٌ عظيم. إن تواضعك لها تواضعٌ لله عزّ وجل، فهي من تعبت وربّت وسهرت، لتغرس فيكم ‏حبّ أهل البيت (عليهم السلام)‌‎"‌‏.‏


المجاهدون استمرارٌ لمسيرة كربلاء

كما استحضر المرجع النجفي (دام ظله) جانبًا من ملحمة كربلاء في حديثه، مستشهدًا ‏بمواقف الإمام الحسين (عليه السلام) مع ولده علي الأكبر، وكيف أرسله إلى القتال رغم الألم ‏الذي كان يعتصر قلبه‎.‎

وقال سماحته (دام ظله): ‌‎"‎في كربلاء، عندما خرج المجربُ للقتال، أرسل الحسين (عليه ‏السلام) ابنه علي الأكبر للشهادة، رغم أن صوته ووجهه كانا يُشبهان رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله). لكنه كان يعلم أن المعركة بحاجة إلى تضحية، وكان علي الأكبر يقول: لا نبالي أوقعنا على ‏الموت أم وقع الموت علينا‎."‎


‎ ‎التأكيد على قدسية الأرض اللبنانية

وختم سماحته (دام ظله) كلمته بالتأكيد على مكانة لبنان العزيزة في قلب المرجعية، مشيرًا إلى ‏أنّ أرض لبنان أنجبت رجالًا عظامًا، وعلماء، ومجاهدين، لا يزالون يسطرون ملاحم العزّ والإيمان‎.‎

ودعا سماحته الله تعالى أن يحفظ لبنان وشبابه ومقاومته، وأن يدفع عنهم كلّ سوء وبلاء، ‏موجّهًا رسالة إلى الجرحى، قائلًا: ‌‎"‎أنتم من جسّدتم معنى الثبات والعقيدة في زمن الضعف ‏والانكسار. حبّنا لكم صادق، ودعاؤنا دائم لكم بالشفاء والتوفيق، وأن تكونوا قريبين من الله في ‏كلّ لحظة‎."‎

وقد عبّر الوفد الضيف عن شكره العميق للمرجعية، وللرعاية الأبوية التي لمسها خلال زيارته، ‏مشيرين إلى أن هذه اللقاءات تمنحهم القوة المعنوية لمواصلة طريق المقاومة والإيمان، وأن مرجعية ‏النجف كانت وستبقى السند الروحي والمعنوي لكلّ من يحمل راية الدفاع عن الأمة في وجه ‏الطغيان والاحتلال.‏



اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ