ليعلم المجاهدون أَني أَتقرب إِلى الله بتقبيل ولثم الأَنامل التي تضغط على الزناد، دفاعاً عن الحق.

سماحة المرجع (دَامَ ظلُّهُ)

ليعلم المجاهدون أَني أَتقرب إِلى الله بتقبيل ولثم الأَنامل التي تضغط على الزناد، دفاعاً عن الحق.



14/5/2017


* نحيي ونقدس دماء شهدائنا الذين تضرجت جثثهم بفيض صدورهم ونحورهم.

* يجب علينا جميعاً مساندة المجاهدين بكل ما نتمكن.

بارك مكتب سماحة المرجع (دَامَ ظلُّهُ) اندفاع الشباب العراقي أَبناء الشعائر العراقية الغيورة لتحرير الإِنسان والأَرض مِن دنس النواصب والتكفيريين أَعداء الإِنسان، مؤكداً في الوقت ذاته على وجوب رعاية عوائل الشهداء والجرحى، بل وعوائل أَبناء الحشد الشعبي المقدس، جاء ذلك بكلمة تلاها نيابة عن سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأَييده) مدير مكتب سماحة المرجع (دَامَ ظلُّهُ) السيد حسن البعاج، في المؤتمر الاستذكاري لفتوى الجهاد الكفائي المقدس.

هذا وتضمنت الكلمة العديد من المفردات الخالدة التي أكَّد فيها سماحة المرجع (دَامَ ظلُّهُ) والذي وصف محبته ومباركته للمجاهدين بقوله: "ليعلم المجاهدون أَني أَتقرب إِلى الله بتقبيل ولثم الأَنامل التي تضغط على الزناد، دفاعاً عن الحق"، وفيما يأتي نص الكلمة:

كلمة مكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي (دَامَ ظلُّهُ) لمناسبة مرور ثلاثة أَعوام على صدور فتوى الجهاد الدفاعي من النجف الأَشرف

التاريخ: 17 شعبان المعظم 1438هـ الموافق: 14/5/2017، العدد:336

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي نزَّلَ الفرقان على عبده؛ ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله الغر الميامين، واللعنة على شانئيهم من الأَولين والآخرين إِلى قيام يوم الدين.

قال الله سبحانه: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

مرت علينا ثلاثة سنين، وشبابنا الأَبطال يندفعون إِلى المنازلة الجهادية في مختلف الجبهات، دفاعاً عن مقدسات الإِسلام وعن حياض الوطن، وعن شرف العراق العزيز، وقد كان لهذا الاندفاع أثر واضح في تغيير وتحويل المعادلات العسكرية والاجتماعية والأَخلاقية، فقد زحفت إِلى سوح الشرف والكرامة النفوس الطاهرة من الأَصلاب المؤمنة ومن الأمهات الشريفات، اللواتي غذين أَفلاذهن بروح الإِيمان ضمن قطرات حليب الرضاعة، فسلام الله على هؤلاء الآباء وعلى تلك الأمهات، وسلام الله على ذلك الحليب، وسلام الله على تلك الأَحضان التي ربت هذه النفوس الطاهرة، وسلام الله على هؤلاء الأَبطال الذين اثبتوا للعالم أَن قوة الإِيمان لا تقهر، وبيَّنَوا للشرق والغرب أَحقية مواقفهم، وأَثبتوا للدنيا تمسكهم بالإِيمان، وحبهم للوطن، واعتزازهم بالعراق العزيز، وقد خابت آمال الطغاة، وخسرت صفقة الطامعين في العراق من الظلمة وأَتباعهم.

ونعلم جميعاً أَن هؤلاء الأَبطال الذين جعلوا أرواحهم على الأَكف، ونصبوا صدروهم لجميع أنواع الأَسلحة الفتاكة التي جاء بها أَعداء العراق من شرق الأَرض وغربها، ـ كما نعلم كلناـ وكانت مواقفهم كمواقف المجاهدين في صدر الإِسلام الذين تحلقوا حول النبي الأَعظم (صلى الله عليه وآله)، وعزموا على الدفاع عن شجرة الإِسلام، وأولئك الأَنجاب الذين جاهدوا تحت راية علي بن أبي طالب (عليه السلام) ضد المنافقين وأولياء الله أنصار الإِمام الحسين (سلام الله عليهم أَجمعين)، هؤلاء قد تمكنوا من ردِّ كيد الأَعداء إِلى نحورهم وخسر المبطلون داعش وأسيادهم صفقتهم، فتلك القباب الشامخة للأَئمة (عليهم السلام) في تربة العراق، التي أراد الأَعداء هدمها، تعلو مدارج الشرف وتناطح السحاب وما زالت وستبقى تلك الشوامخ تحيي وتشجع أَبطالنا، وشملهم دعاء الإِمام الحسين (عليه السلام) بما مضمونه: (اللهم سدد رميتهم، وأجعل ثوابها الجنة عندك)، هؤلاء الأَبطال كأنصار الحسين (عليه السلام) يدافعون عن حريم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد لبوا استغاثة سيد الشهداء بعملهم قبل قولهم: (لبيك يا حسين).

نحن في هذه الوقفة الميمونة نحيي ونقدس دماء شهدائنا الذين تضرجت جثثهم بفيض صدورهم ونحورهم، والذين سيقفون يوم القيامة مضرجين بتلك الدماء الطاهرة مع شهداء يوم عاشوراء بيَّنَ يدي الإِمام الحسين (عليه السلام) يتلقون الشفاعة من رسول الله والزهراء متوجين بتيجان الشهادة والشرف، التي لا تستقر إِلا على الرؤوس الطاهرة والنفوس الطيبة التي تربت في أَحضان شريفة شامخة.وفي هذه العجالة ننبه شعبنا الأَبي إِلى أَنه يجب علينا جميعاً مساندة المجاهدين بكل ما نتمكن بالمال والسلاح والترحيب والتأَييد وباستقبالنا لهم حين يعودون لزيارة أَهاليهم وبزيارتنا لهم، كما يجب علينا تفقد عوائل الشهداء بكل ما نتمكن، وإِعزاز يتامى الشهداء وعلينا أَن نشعرهم أنهم شرف العراق وورود الإِسلام وامتداد المجاهدين.

وليعلم المجاهدون أَني أَتقرب إِلى الله بتقبيل ولثم الأَنامل التي تضغط على الزناد، دفاعاً عن الحق، وعن مقدساتنا وأَتبرك بالعرق على جبيَّنَ المجاهدين، بل بالغبار على ملابسهم، وأقدامهم، فهؤلاء يمهدون بجهادهم لدولة الإِمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه)، والتي تكون عاصمتها في العراق إِن شاء الله، ويجب أَن لا يهمنا قصور وتقصير الذين تشَّبثوا بالسلطة لأَغراض شخصية، ولم يقضوا حق المجاهدين كما هو الواجب وسوف ينالون جزاءَهم من الله عاجلاً أَو آجلاً.

ونقول: رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ، وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، والسلام.

 

اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ