استغلال أَموال الدولة العراقية لصالح الأغراض الانتخابية الشخصية سحت.

أَئمة جمعة مكتب سماحة المرجع

استغلال أَموال الدولة العراقية لصالح الأغراض الانتخابية الشخصية سحت.



16/2/2018


شدَّد وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) من أَئمة الجمعة على ضرورة أَن لا تُستغل أجهزة الدولة وإِمكانياتها من قبل المرشحين في الاِنتخابات القادمة، مقترحين في الصدد ذاته أن يمنح المرشحون العاملون في أَجهزة الدولة العراقية إِجازات إِجبارية لهم، شريطة ضمان من يقوم بمهامهم على أَكمل وجه، لضمان سلامة المناصب التي يحتلونها من الأغراض الاِنتخابية الشخصية أو الحزبية، ولسلامة المال العام من أي مساسٍ من قبلهم.

أَصحاب السماحة والفضيلة حذَّروا من استغلال الأموال العامة التي من المفترض أن تكون لخدمة المواطنين، وأَن أَي تجاوز عليها لهو سحت.

هذا وقدمت في خطب الجمعة العديد من المفاهيم الشرعية التي أنصبت هذا الأَسبوع على ضرورة الحذر من المشعوذين والسحرة الذين يتلاعبون بمصائر مَن يرتادهم، وفيما يأتي قطوف من خطب الجمعة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الحديث عّن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): (المُنجِّم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار).

* - الكهانة:- هي الإخبار عن الأمور المستقبليّة والتنبّؤ بها اعتقاداً بوصولها من طوائف الجنّ، أو بمقدّمات وأسباب تُنبئهم بالمستقبل، مثل أن يكتشف من خلال كلمات وحالات وتصرّفات السائل بعض الأمور,  ومشهور الفقهاء يرون أنّ الكاهن هو من لديه رفيق من الجنّ يخبره بالأمور الخفيّة، مثل معرفة موضع المال المسروق، أو معرفة السارق، أو مكان المال الضائع، أو يُخبره بالأمور المستقبليّة بنحو التنبّؤ.

والكهانة حرام باتّفاق جميع العلماء.

*- ينبغي أن يعلم أنّ الحكمة والمصلحة في تحريم الكهانة ونظائرها هي أن ّالله الحكيم تعالى لم يُرد أن يُطلع الناس على المُغيّبات وعلى الحوادث المستقبليّة، وصلاحُهم في جهلها، لأنّها إذا كانت حسنة وموافقة لميولهم، فإنّ مجرّد العلم بها لا يعجّل حدوثَها، بل لعلّ حدوثها مشروطٌ بالإتيان ببعض الأعمال الصالحة، كالدعاء والصدقة، وسوف يُحرم الإنسان منها نتيجة عدم إتيانه بتلك الأعمال.

 وإذا كانت تلك الحوادث المستقبليّة من الأمور السيّئة، وعلى خلاف ميول الشخص، فسوف ينزعج انزعاجاً شديداً لدى علمه بها، مع أنّه من المحتمل أن لا تكون حتميّة الوقوع، ويمكن أن يقع فيها البداء، وما أكثر الحوادث المترقَّبة التي تندفع ببركة الدعاء والصدقة وأعمال الخير، مثل اندفاع البلاء عن قوم يونس بعد اقترابه، بسبب التوبة والدعاء، كما ذكر تعالى ذلك في القرآن الكريم.

*-  وكما أن الكهانة حرام باتفاق جميع العلماء فان السحر حرام في جميع الأديان.

*-  السحر: و المُراد به ما يُعمل من كتابة أو تكلّم أو دخانة أو تصوير أو نفث أو عقد، يؤثّر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله، فيؤثّر في إحضاره أو إغمائه أو تحبّبه أو تبغّضه ونحو ذلك.

*- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) «أقبلت امرأة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقالت: يا رسول الله! إنّ لي زوجاً وله عليّ غلظة، وإنّي صنعت به شيئاً لأعطفه عليّ. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أفٍّ لك، كدَّرتِ دينَك! لعنتك الملائكةُ الأخيار، قالها ثلاث مرات، لعنتك ملائكة السماء، لعنتك ملائكة الأرض».

 

*-  نحذر بناتنا وأبناءنا من الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والعرافين الذين شاعوا وذاعوا, وخدمهم الإعلام وسرقوا أموال الناس بالباطل وفككوا المجتمع وتسببوا بإيذاء خلق الله تعالى, فاحذروا  منهم ومن خدعهم بل أنكروا عليهم وقاطعوهم فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله):- (مَن مشى إلى ساحر أو كاهن أو كذّاب يصدّق

ه فيما يقول، فقد كفر بما أنزل الله من كتاب).

*- ختاماً أيها المؤمنون نحن نؤكد على أن السحر له تأثير محدود وبأذن الله وعلمه, وهو موجود كالداء وعلاجه لا يكون بسحرٍ آخر بل باللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به والاستشفاء بالقران الكريم والتحرز بالأدعية والأذكار والتعويذات الواردة عن أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم) بهذا الخصوص، ونسأل الله تعالى العفو والعافية.

*- تزامناً مع انتهاء المدة القانونية لتسجيل قوائم المرشحين للانتخابات البرلمانية القادمة؛ ولما كان بعض المرشحين الآن يشغلون مناصب إدارية وخدمية؛ لذا نؤكد على ضرورة عدم استغلال المرشحين ممن يتسنمون مناصب في الدورة الحالية لمناصبهم في الدعاية الانتخابية أو لموارد الدولة بشكل غير قانوني, ويمكن تجنب ذلك من خلال إعطائهم إجازاتٍ إجبارية والعمل بالوكالة عنهم أو  المتابعة الدقيقة إذا تعذر البديل لمنع استغلال المال العام أو استغلال النفوذ الوظيفي في الدعاية الانتخابية، ونؤكد على أن هذه المناصب الإدارية هي لخدمة الناس في كل الأوقات, وتسخير الإمكانيات الخدمية لغرض الدعاية الانتخابية سحت مأثوم فاعله ونعوذ بالله من ذلك, ونحن بدورنا نوجه النصح والإرشاد لهم، وليعلموا أن الله تعالى سائلهم عن كل حركة وسكون  وعن كل دينار ينفقونه.

نسال الله تعالى الفرج للعباد والبلاد.

اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ