كلمة مكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي(دام ظله) إِلى الخطباء والمبلغين لمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك.

كلمة مكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي(دام ظله) إِلى الخطباء والمبلغين لمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك.



25/4/2018


الحمد لله الذي نزَّل الفرقان على عبده؛ ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على خير المبعوثين وأَشرف المرسلين حبيب إِله العالمين أَبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله سادة الأُمم وهداة البلاد وحملة الشريعة إِلى العالمين، واللعنة على شانئيهم أجمعين من الأولين والآخرين إِلى قيام يوم الدين..

قال الله سبحانه: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

أيها، سادة ميدان التبليغ ونشر الدين، وفرسان المنبر الحسيني وحملة الشريعة الغراء إِلى أطراف الوطن العزيز، وفقكم الله سبحانه لمواصلة عملكم ويمد في أعماركم ويحيطكم بأبها وأشهى نفحات التوفيق، فأنتم أمل عطاشا البلد؛ لتقدموا لهم ما يروي حاجتهم إِلى معرفة الأحكام الشرعية، من فقه آل محمد (صلى الله عليه وعليهم).

أيها الأخوة نحن على أهبة الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك، شهر الصيام الذي جعله الله مهوى قلوب الصالحين، ومحط أنظار المتقين، وبغية الصالحين، من لدن الرسول الأَعظم إِلى آخر ثمرة تلك الشجرة وليّ الله الأعظم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وأَتباعهم والمدافعين عنهم.

وهذا الشهر كما يحمل إِلينا النفحات القدسية الإِلهية، كذلك يدعونا إِلى تجريد أنفسنا من اللذات الفانية وإِلى تقييد خطوات الهوى وحبس خطرات النفوس وجعلها في قالب التقوى، ومعلوم أن التقوى هي مدعاة للفوز بالعطف الإِلهي وضمان قبول الأعمال، فعلينا جميعاً السعي الحثيث دائماً في كسب الفيض الإِلهي ليمنحنا سمة المتقين.

ومن حُسن توفيقه سبحانه أوجب علينا صيام شهر رمضان لتصلح أنفسنا وتجردها من أهواء الدنيا الضالة والمضلة، فنفوز بكأسه الأوفى من الصلاح كما أشارت الآية التي جعلناها عنوان كلامنا معكم.

وفي هذا الصدد نسترعي اهتمام أجلائنا الأَبرار إِلى بعض ما يجب النظر فيه، والاهتمام به.

الأَوّل: عليكم السعي في جلب أكبر عدد ممكن من الناس حيثما توفقون للقيام بمهمة الوعظ في هذا الشهر الشريف، ولا بأس بالاستفادة من وجهاء المنطقة بأن يقصد كل واحد منا في وقت مناسب لكل صاحب وجاهة وعنوان أو مالك للتأثير في الناس، فتحملون إِليه تحيات الحوزة العلمية باعتباركم عيونها وأناملها وأنفاسكم تبث عطر الرائحة الطيبة المنبثقة من أحضان أمير المؤمنين (عليه السلام) إِلى الناس وينبغي أن يكون قصدكم إلى كل واحد من وجهاء المنطقة مع مراعاة العادات الاجتماعية الشريفة، وينبغي الانتباه في أن لا تكون الزيارات قد تحمّل المزور بأي عبأ مادي أو اجتماعي كأن تكون بعد أو قبل وقت الإِفطار عصراً.

الأمر الثاني: ينبغي لكم تفقد المنطقة التي تتقربون إِلى الله تعالى بالوعظ والإِرشاد فيها مع أخذ بعض الوجهاء معكم والمسؤولين أَيضاً للنظر في أحوال الناس ومدى التزامهم بالصوم، ويجب الاستعانة بالسلطات المحلية على منع مظاهر الإِفطار المتعمد وغير المتعمد بالأماكن العامة كالشوارع والأزقة؛ لنخلق مظهراً إِسلامياً لبلدنا العزيز بكل ما أوتينا من قوة وتوفيق.

الأمر الثالث: علينا جميعاً حث الناس على الاهتمام بعوائل الشهداء من الإِرهاب والتفجيرات وساسة الجهاد، في سبيل المقدسات وحماية الوطن، ويجب أن تكون لكم زيارات منظمة لعوائل الشهداء مع استصحاب شيبة المنطقة دون الشباب وجمع التبرعات وتقديمها للمستحقين منهم بكل خضوع وتذلل، وإِبداء التشريف لهم وإِظهار فضلهم على الأُمة كلها فهكذا أمرنا الأَئمة (صلوات لله عليهم).

الأَمر الرابع: يجب أن تدعوا الناس إِلى الاهتمام بالشعائر الدينية وإِحياء المناسبات المتعلقة بمواليد وشهادات المعصومين، بكل ما أوتيتم من قوة؛ لتجسيد مواقف المعصومين وتضحيات أبطال الإِسلام في سبيلهم؛ ليكونوا نبراساً لجيلنا الصاعد والأجيال القادمة، والسعي في دفع الشبهات التي يثيرها أعداء الدين، وكل ذلك بما تملكون من حنكة ومهارة مستعينين بالحوزة العلمية فيما تحتاجون إِليه في هذا الشأن.

الأمر الخامس: يجب أن تكون خطبكم ومجالسكم ساعية في قلع جذور الشبهات حول الإِسلام والمرجعية والتقليد، كما يجب أن ننتبه إِلى أن نجلب أكبر عدد ممكن من الشبان من طلاب الكليات والجامعات إِلى الدين وهم أهم عنصر في المجتمع، وهم الذين يقصدهم أعداء الإِسلام في بث الشبهات ونذكرهم بالطبيعة العربية السليمة مشفوعة بالسعي في كسب العزة والكرامة وعدم الخضوع للأجنبي، فنذكرهم تلك المعاني التي استمت بها الطبيعة العربية وتشرفت على باقي الأُمم وهي الغيرة على الشرف.

وأخيراً نرجو الله سبحانه أن يمّن عليكم وعلينا بالتوفيق والتسديد وقبول الأعمال وزيادة الأجر، إِنه وليّ الصالحين.. والسلام.


اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ