أَئمة جمعة مكتب سماحة المرجع للمجلس الأعلى للقضاء العراقي



15/6/2018


ندعو المجلس أَن يكون منصفاً بعيداً عن التأثيرات الحزبية أَو الطائفية، من خلال تصحيحه للعملية الانتخابية.

* على المجلس أَن يراعي المصلحة العليا للبلد والحفاظ على وحدته.. والالتزام بالمواد الدستورية والقانونية.

أَعرب وكلاء ومعتمدي مكتب سماحة المرجع (دام ظله) من أَئمة خطبة الجمعة أن مكتب سماحة المرجع (دام ظله) كثيراً ما أَشار لأهمية حفظ النظم الانتخابية ووجوب نزاهة إِجراءاتها، داعيين في الوقت ذاته لوجوب أن يقوم المجلس الأَعلى للقضاء العراقي بمسولياته بعيداً عن أَي تأثير حزبي أو طائفي، وأن تكون المصلحة العليا للبدل ووحدته هي نصب أعينهم، وفوق كُل الاعتبارات.

أَصحاب السماحة والفضيلة اعتبروا أَي مساس في مسار العلمية الديمقراطية السلمي خطر لا يمكن السكوت عنه، وأن نزاهة العمليات الانتخابية هو شعارها منذ عام (2003م).

إِلى ذلك بارك خطباء الجمعة للمؤمنين عيد الفطر المبارك، مقدمين بين أيدي المصلين عدداً من النصائح الروحية والأخلاقية والشرعية فيما يهم عيد الفطر، ليكون العيد مسار إِصلاح في حياة الفرد، وفيما يأتي نصوص مما ألقي على منابر الجمعة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

*_ نظر الإِمام الحسن بن علي (عليهما السلام) إِلى أناس يوم الفطر يضحكون ويلعبون، فقال لأصحابه ـ والتفت إليهم ـ: (إِن الله (عز وجل) خلق شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه بطاعته ورضوانه، فسبق فيه قوم ففازوا، وتخلف آخرون، فخابوا، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المقصرون، وايم الله لو كشف الغطاء لشُغل َمحسن بإحسانه ومسيء بإساءته)..

*_ أيها المؤمنون:- بعد ما ينقضي الشهر العظيم شهر الصيام، وتنتهي أيامه وساعاته المباركات وبسرعة مفاجئة، فيقبل يوم عظيم جعله الله تعالى للمسلمين عيداً ولنبيه محمد وآله صلوات الله عليهم ذخراً وكرامة ومزيداً، إنه يوم توزع فيه هدايا العباد، فالمؤمنون الذين قاموا بصيامه، وأَعطوه حقوقه سيفرحون بما أعد الله تعالى لهم من النعم، أما الذين استخفوا بحرمة هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة لاشك أنهم خسروا، خسروا بركاته العظيمة، خسروا جوائزه الثمينة، خسروا خفاياه النفيسة، خسروا زمانه وزهدوا في صيامه.

* _ يوم العيد هو يوم البشرى بالفوز لمن حفظ حدوده، وهو يوم الخسران لمن تعدى حدوده ولم يحفظ حرمته، ولكن هذا لا يعني أن الفائز بهذا الشهر لا ينبغي له أن يحزن، بل يحزن على ما فاته بسبب التقصير فيما فاته من العمر، فيتألم ويتمنى أنه لو فعل من الخيرات أَكثر فأكثر، وهذا معنى قوله (لشغل محسن بإحسانه ومسيء بإِساءته).

* _ ولا يفوتنا أن نذكر أن أعياد المؤمنين أربعة: عيد الفطر، وعيد الأضحى، ويوم الجمعة فهو عيد للمسلمين، وعيد الغدير الذي هو أعظم أعياد أهل الولاية والإيمان ويسمى بعيد الله الأَكبر ويوم إتمام النعمة بولاية علي أمير المؤمنين (عليه صلوات الله).

وأن أبرز أعمال المؤمنين في يوم العيد السعيد هي صلة الأَرحام وزيارة الأَقارب، وكما يتوجه المؤمنون الموالون حثيثاً؛ لزيارة المراقد المنيرة لأهل بيت رسول الله الأَعظم (صلى الله عليه وآله) في كل بقاع الأَرض.

فإذن ليس العيد من لبس الجديد إنما العيد من خاف الوعيد.

*_ من أَحكام يوم عيد الفطر:- زكاة الفطرة، وزكاة الفطرة فرضٌ مالي يجب على كل مكلفٍ بالغٍ غير فقير إخراجه من ماله ليلة عيد الفطر عن نفسه و عن كل من يعولهم، وتسمى بزكاة الفطرة لوجوبها يوم الفطر، كما وتُسمّى أيضاً بزكاة الأبدان لأنها تحفظ صاحبها من الموت و تُطهّره، رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى) قَالَ: "أَدَّى زَكَاةَ الْفِطْرَةِ".

واعلموا رحمكم الله أَن الله (عَزَّ وجَلَّ) فرض زكاة الفطرة لصالح الفقراء والمساكين لإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم في يوم العيد من أجل تقوية أواصر المحبة بين أفراد المجتمع الإسلامي.

*_ تجب زكاة الفطرة على كل بالغ عاقل غير فقير (أي من يملك قوت سنته) أن يُخرج زكاة الفطرة عن نفسه وعن كل من يعيلهم في ليلة عيد الفطر، قريباً كان أو بعيداً، صغيراً كان أو كبيراً، حتى ضيفه إذا نزل به قبل غروب الشمس في ليلة عيد الفطر و انضّم إلى عياله فعدَّ ‏ممّن يعول به.

رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أَنَّهُ قَالَ: "(ادْفَعْ زَكَاةَ الْفِطْرَةِ عَنْ نَفْسِكَ وَعَنْ كُلِّ مَنْ تَعُولُ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ حُرٍّ وَعَبْدٍ ذَكَرٍ وَأُنْثَى").

ويجب أداء هذه الزكاة بمجرد حلول الهلال (هلال ليلة العيد) ولا يجوز تأخيرها مع وجود المستحق وهو متمكن من الإِيصال إِليه وإِن لم يتمكن وجب عزلها، ولكنه لا تبرأ الذمة بمجرد العزل فلو تلفت وجب عليه دفع عوضها من ماله، ومنتهى وقت الأَداء هو صلاة العيد لمن يصليها، ويمتد إِلى الزوال لمن لم يصلها، وأن أخر فالأحوط وجوباً أن يدفعها إِلى المستحق بقصد القربة المطلقة، ولا يقصد الوجوب ولا الاستحباب كما لا يقصد الأَداء ولا القضاء.

ملاحظة: مقدار زكاة الفطرة لهذا العام (1439هـ) هو (1500) دينار عراقي. ومصرفها الفقراء والمساكين.

اللهم أنت أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت، وأهل العفو والرحمة، وأهل التقوى والمغفرة.

أسألك بحق يوم العيد الذي جعلته للمسلمين عيدا، ولمحمد (صلى الله عليه وآله) ذخراً وشرفاً ومزيداً، أن تصلي على محمد آل محمد، وأن تدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد، وأن تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد صلواتك عليه وعليهم أجمعين

اللهم إني أسألك خير ما سألك به عبادك الصالحون، وأعوذ بك مما استعاذ منه عبادك المخلصون.

سبق للمرجعية الدينية أَن أشارت في بياناتها وخطبها إلى وجود خلل في النظام الانتخابي وفي طريقة اختيار مجلس المفوضين ولكن مع الأسف لم نجد الأذان المصغية لخطورة ذلك وتأثيره على الواقع السياسي، وهذا ما جعل العراق الحبيب يمر بمرحلة لعلها الأخطر تأثيراً ووقعاً على مسار العملية  الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع الذي دعت إِليه المرجعية وحثت بعد عام ٢٠٠٣.

فعليه ندعو المجلس الأعلى للقضاء ـ الذي أُنيطت به مسؤولية تعديل وتصحيح العملية الانتخابية وما شابها من تزوير وغيره ـ أَن يكون منصفاً بعيداً عن التأثيرات الحزبية أَو الطائفية.. وأَن يراعي المصلحة العليا للبلد والحفاظ على وحدته، وختاماً ندعو الجميع للحفاظ على ما تقدم والالتزام بالمواد الدستورية والقانونية التي حددت أطر العملية الانتخابية..

نسال الله تعالى صلاح البلاد والعباد..



أرسال
طباعة
حفـظ