من خلال صلاة الجمعة، وكلاء ومعتمدو سماحة المرجع



10/8/2018


* المسؤولون في الحكومتين المركزية والمحلية مطالبون بالتعامل بجدية وواقعية مع طلبات المواطنين.. قبل تفاقم الوضع.

* ليس من العدل أبداً بل ولا من المعقول أن تكون محافظات الوسط والجنوب المعطاءة من أكثر مناطق العراق بؤساً وحرماناً.

حذر وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) جميع المسؤولين في الحكومات المحلية والمركزية من تفاقم الأمور، وطفح كيل المواطنين، بعد أن عانوا ويلات الإهمال والتسويف في تحقيق أبسط حقوقهم وواجباتهم.

أصحاب السماحة والفضيلة أعربوا بالقول: "ليس من العدل أبداً بل ولا من المعقول أن تكون محافظات الوسط والجنوب المعطاءة من أكثر مناطق العراق بؤساً وحرماناً"، على أهمية فاعلية جميع الجهات المسؤولة في هذا الصدد، ولا يعذر أي تقصير من أي جهاز ومسؤول في الدولة العراقية.

أعرب أصحاب السماحة بالقول: "يعاني الكثير من أهلها ملوحة المياه وشظف العيش وقلة الخدمات العامة وانتشار الأمراض والأوبئة ولا يجد معظم شبابها فرصاً للعمل بما يناسب إمكاناتهم ومؤهلاتهم، وهنا نؤكد كما أكدنا مراراً على أن المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية لكل محافظة مطالبون بالتعامل بجدية وواقعية مع طلبات المواطنين والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه منها بصورة عاجلة قبل تفاقم الأمور ونرجو الا تصل الأمور إِلى ما لا يحمد عقباه".

هذا وقدموا العديد من التوجيهات الدينية التي تصب في ذكرى شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، مقدمين بعضاً من مقاماته وسماته، وفيما جوانب مما تُلي للمصلين:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

*_ ورد عن مولانا الإِمام الرضا (صلوات الله عليه):- (والله لا تمضي الأيّام والليالي حتى يرزقني الله ولداً ذكراً يفرّق به بين الحقّ والباطل).

* _ تعيش الأمة الإِسلامية في آخر ذي القعدة الحرام ذكرى شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام) التاسع من أَئمة أَهل البيت (عليهم السلام) وبهذه المناسبة نستعرض شطراً من حياته الشريفة.

*_ أَما عن نسبه الشريف فليس في دنيا الأنساب نسب أسمى، ولا أرفع من نسب الأسرة النبوية التي هي من أجلّ الأسر التي عرفتها الإنسانية في جميع أدوارها، تلك الأسرة التي أمدّت العالم بعناصر الفضيلة والكمال، وأضاءت جوانب الحياة بالعلم والإيمان والمعرفة، أما الأصول الكريمة، والأرحام المطهرة التي تفرع منها فهي؛ من جهة الأب:-  أبوه فهو الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى بن جعفر ابن الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم‌ السلام) وهذه هي السلسلة الذهبية التي لو قرأت على الصمّ البكم لبرئوا بإذن الله (عزوجل) كما يقول المأمون العباسي.

أما أمه فهي السيدة الفاضلة الكريمة والتي كانت من سيدات نساء المسلمين عفّة وطهارة وفضلاً ويكفيها فخراً وشرفاً أنها ولدت علماً من أعلام العقيدة الإسلامية، وإماماً من أئمة المسلمين، ولا يحطّ من شأنها أو يُوهن كرامتها أنها أمة (مملوكة)، فقد حارب الإسلام هذه الظاهرة واعتبرها من عناصر الحياة الجاهلية التي دمرها، وقضى على معالمها فقد اعتبر الفضل والتفوّق إنّما هو بالتقوى، وطاعة الله ولا اعتبار بغير ذلك من الأمور التي تؤوّل إلى التراب.

* _ إن الإسلام ـ بكلّ اعتزاز وفخر ـ ألغى جميع ألوان التمايز العنصري واعتبره من أهمّ عوامل التأخّر والانحطاط في المجتمع؛ لأنّه يفرّق ولا يوحد، ويشتّت ولا يجمع، ولذلك فقد سارع أئمة أهل البيت (عليهم السلام) إلى الزواج بالإماء للقضاء على هذه النعرات الخبيثة وإزالة أسباب التفرقة بين المسلمين فقد تزوج الإمام زين العابدين، وسيد الساجدين، بأمة أولدت له الشهيد الخالد ، والثائر العظيم زيداً (رضوان الله عليه).

وتزوّج الإمام الرضا (عليه‌ السلام) أمة فأولدت له إماماً من أئمة المسلمين وهو الإمام الجواد (عليه‌ السلام)..

لقد كان موقف الأئمة (عليهم ‌السلام) من زواجهم بالإماء هو الردّ الحاسم على أعداء الإسلام الذين جهدوا على التفرقة بين المسلمين.

* _ يمكننا أَن نتعرف على بعض ملامح شخصية الإِمام الجواد (عليه السلام) وفضائله من خلال ألقابه الكريمة فهي تدل على معالم شخصيته العظيمة، وسمو ذاته وهي:-

١ ـ الجواد: لُقِّب بذلك لكثرة ما أسداه من الخير والبر والإحسان إلى الناس. وبذلك كان مصداقاً لحديث جده المصطفى (صلى الله عليه وآله) (خير الناس من نفع الناس).

٢ ـ التقي: لقب بذلك لأنه اتقى الله وأناب إليه، واعتصم به، فلم يستجب لأي داع من دواعي الهوى، فقد امتحنه المأمون بشتّى ألوان المغريات فلم ينخدع، فأناب إلى الله وآثر طاعته على كل شيء.

٣ ـ القانع: هو الذي رضي بما قسمه الله له، وكما تعلمون أحد أكبر أسباب السعادة أن ترضى عن الله تعالى، وأن ترضى بما قسمه الله لك، والإنسان لا يسعد إلا إذا قبل ذاته، و قبل جسمه، وقبل إمكاناته، وقبل رزقه، وقبل قدر الله فيه، فإذا أردت أن تسعد فاعلم أن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم، لا يقضي إلا بالخير، وأن الإيمان بالقضاء والقدر يذهب الهم والحزن، هذا هو القانع الراضي بما قدمه الله له.

٤ ـ المرتضى: إِذ كان يتّبع في جميع أمره مرضاة الله ورسوله, فلذلك سمّي المرتضى.

٥ ـ الرضي: بمعنى الراضي بما قدر الله تعالى.

والمرضيّ عند الناس وحتى عند أَعدائه وهذا ما ظهر جلياً في حياته، و المُطِيع لله (عز وجل).

٦ ـ المختار: بمعنى المصطفى أَي أَن الله تعالى اختاره واصطفاه.

٧ ـ المتوكل: أَي توكل على اللَّه وَبَدأ عمله معتمداً عَلَيه، فكان مصداقاً لقول الله تعالى (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُون).

٨ ـ الزكي: من التزكية وهي صيانة النفس ومخالفةُ أهوائها والترفُّع بها عن المعاصي والآثام.

٩ ـ باب المراد: وقد عُرِف بهذا اللقب عند عامة المسلمين التي آمنت بأنه باب من أبواب الرحمة الإلهيّة التي يلجأ إليها الملهوفون وذوو الحاجة لدفع ما ألّم بهم من مكاره الدهر وفجائع الأيام.

هذه بعض ألقابه الكريمة، وكلّ لقب منها يشير إلى إحدى صفاته الرفيعة، ونزعاته الشريفة التي هي من مواضع الاعتزاز والفخر لهذه الأمة.

* _ أحيط الإمام الجواد (عليه السلام) منذ نعومة أظفاره بهالة من التكريم والتعظيم من قبل الأخيار والمتحرّجين في دينهم فقد اعتقدوا أنّه من أوصياء رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) الذين فرض الله مودّتهم على جميع المسلمين، وقد ذكر الرواة أنّ علي بن جعفر الفقيه الكبير، وشقيق الإمام موسى بن جعفر، وأحد أعلام الأسرة العلوية في عصره، كان ممّن يقدّس الإمام الجواد (عليه‌ السلام).

ويعترف له بالفضل والإمامة، فقد روى محمد بن الحسن بن عمارة قال: كنت عند عليّ بن جعفر جالساً بالمدينة وكنت أقمت عنده سنتين أكتب ما سمع من أخيه ـ يعني الإمام أبا الحسن موسى ـ إذ دخل أبو جعفر محمد بن عليّ الرضا (عليه ‌السلام) مسجد رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فوثب عليّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء، فقبّل يده وعظّمه، والتفت إليه الإمام الجواد قائلاً :«اجلس يا عمّ رحمك الله..»، وانحنى عليّ بن جعفر بكل خضوع قائلاً: «يا سيدي، كيف أجلس وأنت قائم..؟»، وانصرف الإمام الجواد (عليه‌ السلام) ورجع عليّ بن جعفر إلى أصحابه فأقبلوا عليه يوبخونه على تعظيمه للإمام مع حداثة سنّه قائلين له: أنت عمّ أبيه، وأنت تفعل به هذا الفعل..؟»، فأجابهم عليّ بن جعفر جواب المؤمن بربّه ودينه، والعارف بمنزلة الإمامة قائلاً: «اسكتوا إذا كان الله ـ وقبض على لحيته ـ لم يؤهل هذه الشيبة ـ يعني الإمامة ـ وأهّل هذا الفتى، ووضعه حيث وضعه، نعوذ بالله ممّا تقولون، بل أنا عبد له..».

ودلّل علي بن جعفر على أن الإمامة لا تخضع لمشيئة الإنسان وإرادته ولا تنالها يد الجعل الإنساني، وإنما أمرها بيد الله تعالى فهو الذي يختار لها من يشاء من عباده من دون فرق بين أن يكون الإمام صغيراً أو كبيراً.

* _ ولهذا كان وجود الإمام الجواد (عليه السلام) يمثل خطراً على النظام الحاكم لما كان يملكه هذا الإمام من دور فاعل وقيادي للأمة، لذلك قررت السلطة أن تتخلّص منه مع عدم استبعادها وجود العلاقة بين الإمام القائد والتحركات النهضوية في الأمة، فدبرت له المكائد، ولذا كان عمر الإمام الجواد (عليه السلام) حين قضى نحبه مسموماً فكان خمساً وعشرين سنة على ما هو المعروف، وهو أصغر الأَئمة الطاهرين الاثني عشر (عليهم السلام) سنّاً، وقد أمضى حياته في سبيل عزة الإسلام والمسلمين ودعوة الناس إلى رحاب التوحيد والإيمان والتقوى.

فسلام عليه يوم ولد ويوم تقلّد الإمامة وجاهد في سبيل ربّه صابراً محتسباً ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.

*_ ليس من العدل أبداً بل ولا من المعقول أن تكون محافظات الوسط والجنوب المعطاءة من أكثر مناطق العراق بؤساً وحرماناً، يعاني الكثير من أهلها ملوحة المياه وشظف العيش وقلة الخدمات العامة وانتشار الأمراض والأوبئة ولا يجد معظم شبابها فرصاً للعمل بما يناسب إمكاناتهم ومؤهلاتهم، وهنا نؤكد كما أكدنا مراراً على أن المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية لكل محافظة مطالبون بالتعامل بجدية وواقعية مع طلبات المواطنين والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه منها بصورة عاجلة قبل تفاقم الأمور ونرجو الا تصل الأمور إِلى ما لا يحمد عقباه.

ندعو الله تعالى بالفرج لإمام زماننا (عجل الله تعالى فرجه).

اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ