* المسيرة الحسينية مسيرة إصلاح أمة.. * ندعو السياسيين لنكران الذات، والإسراع في تشكيل الحكومة..

من خلال منبر الجمعة، وكلاء ومعتمدو سماحة المرجع

* المسيرة الحسينية مسيرة إصلاح أمة.. * ندعو السياسيين لنكران الذات، والإسراع في تشكيل الحكومة..



21/9/2018


قدم وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) تعازيهم لذكرى شهادة المولى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، مؤكدين أن مسيرته الخالدة هي لإصلاح الأمة، حيث كان بيانه الرسمي (علیه السلام) یؤكد السير نحو الإصلاح ومواجهة الإنحراف الذي ألم بأمة جده (صلوات الله عليهم).

اصحاب السماحة والفضيلة ومن خلال منبر الجمعة أكدو على الساسة أهمية نكران الذات، وعدم التشبث بالمرشحين، داعين في الوقت ذاته وجوب الإلتزام بالتوقيتات الدستورية.

الوكلاء والمعتمدون تابعوا بالقول: "لابد من تقديم الأمثل والأصلح والأجدر لمصلحة البلد من القادرين على تجاوز هذه المرحلة المضطربة من تاريخ العراق في خضم الكم الهائل من المشاكل ونقص الخدمات"، وفيما يأتي قطوفٌ من نصوصهم التي قدموها للمؤمنين:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ورد عن سيد الشهداء (صلوات الله عليه):- (ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه؛ ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما).

أعظم الله أجورنا وأجوركم أيها المؤمنون، بمصيبة سيدنا الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) وجعلنا الله واياكم من الطالبين بثأره مع وليه الامام المهدي (عجل الله فرجه)، وبهذه المناسبة لابد من الإشارة الى ثمة أمور:-

*_  قسّم الإمام الحسين (عليه السلام) هذا البيان الى ثلاثة أقسام ،

القسم الاول :- فيه رد على الذين كانوا يحاولون ثنيه عن الخروج وكانوا يحذرونه من القتل ويدعونه الى البيعة الظاهرية.

أما القسم الثاني من البيان فيه تحريض للأمة على النهوض، وخاصة منهم أولئك الذين يأتون من مناطق و أقطار بعيدة لأداء الحج، فأراد ان يقول لهم، أليس من الأولى بكم ان تقوموا بإصلاح الوضع الفاسد حتى يكون أجركم اكبر عند الله، ألا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهي عنه، فإذا كنتم حقا تبحثون عن أجر وثواب و رضى الله إذن، ليرغب المؤمن منكم في لقاء ربه محقاً، يعني ان يموت وهو على حق أو أن يموت من أجل الحق؛ لأنه بهذه الطريقة سوف يلقى ربه وهو مظلوم وليس ظالما، فالساكت عن الحق شيطان اخرس.

أما القسم الثالث من البيان:- فقال فيه فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما، و هنا يسعى الحسين (عليه السلام) إلى كسر حاجز الخوف في نفوس الناس ويؤكد لهم أن قبول العيش تحت حكم السلطان الجائر غير جائز وفيه إهانة للنفس وأن الموت في سبيل استعادة الكرامة الإنسانية فيه سعادة أخروية؛ لان الذي يقتل دفاعا عن دينه أو حريته أو أي حق من حقوقه فهو شهيد والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.

* _ لقد كانت لنهضة الإمام الحسين عدد من الأهداف من أهمها الحفاظ على القيم الإسلامية من العبث والضياع، وحماية المجتمع وصيانة كرامة وحقوق الإنسان من ظلم السلطان الجائر، و قد اختار الحسين (عليه السلام) منهجاً؛ لتحقيق هذه الأهداف إستوحاها من القرآن الكريم وهو منهج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان هذا واضحاً  في أول بيان سياسي أطلقه بعد رفضه أعطاء البيعة ليزيد، حيث أعلن الحسين (عليه السلام):- (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً _ إذن لماذا خرجت ياسيدي؟ _ وإنما خرجت لطلب الإصلاح _ الإصلاح في ماذا_ في أمة جدي، _ ماذا تريد _ أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.

هذا البيان على قصر كلماته إلا أن الحسين (عليه السلام) جمع فيه العديد من المعاني و الأهداف، فقد احتوى البيان على بلاغة سياسية حاذقة جدا، حيث استخدم فيه أسلوب التلميح لا التصريح، وعند العرب ان التلميح يكون أبلغ من التصريح أحيانا، فحين قال:- (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً)، فهو يعلم أنه غير متهم بهذه الصفات وأن له مكانته في الأمة، فهو سبط النبي (صلى الله عليه واله) وأبوه أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) و له مكانة دينية واجتماعية عالية بين الناس، لذلك لم يكن بحاجة لنفي التهمة عن نفسه؛ لأنه لا توجد تهمة من هذا النوع موجهة ضده، إذن فكلام الحسين (عليه السلام) موجه الى سلطان زمانه ولكن بطريقة التلميح، وهذا خطاب رجل دولة محنك بالمصطلح السياسي.

اما الجزء الثاني من البيان (وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)، فقد أراد الحسين (عليه السلام) أن يؤكد على أن حركته أصلاحية وليست إنقلابية، فهو لا يريد أن يُحدث بدعة بأصول الدين والمبادئ الإسلامية، ولهذا قال الإصلاح في أمة جدي ولم يقل الإصلاح في دين جدي، وهذا يعني أن خلل واقع في الأمة وهو يريد أصلاحه، والإصلاح يبدأ بتغيير الواقع السياسي الذي كان قائما، كما أنه ربط بين عملية الإصلاح وبين عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ليؤكد أن كل منهما مرتبط بالآخر.

 

نسأله تعالى أن يجعلنا من المصلحين.

*_ ندعو الى الإسراع بخطوات تشكيل الحكومة وفقاً للتوقيتات الدستورية، مع دعوة الكتل السياسية الى نكران الذات وعدم التشبث بالمرشحين وتقديم الأمثل والأصلح والأجدر لمصلحة البلد من القادرين على تجاوز هذه المرحلة المضطربة من تاريخ العراق في خضم الكم الهائل من المشاكل ونقص الخدمات، حفظ الله العراق واهله.


اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ