على الأجهزة الأَمنية أن تكون مهنية مستقلة.. تضرب بيد من حديد المتورطين في أعمال العنف.

وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع

على الأجهزة الأَمنية أن تكون مهنية مستقلة.. تضرب بيد من حديد المتورطين في أعمال العنف.



12/10/2018


شدد وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) من خلال منابر الجمعة، على وجوب استقلال ومهنية الأجهزة الأَمنية، وضرورة الضرب بيد من حديد كل المتورطين في الإِخلال بالأمن العراقي، يأتي ذلك من خلال رؤيا مكتب سماحة المرجع (دام ظله) بتردي الوضع الأمني أثر الاغتيالات والانفجارات وحملات التصفية الجسدية.

أصحاب السماحة والفضيلة حثوا الأجهزة القضائية المختصة بإنزال أقصى العقوبات بحق المجرمين، والإِسراع بتنفيذ أحكام الإِعدام والقصاص بحق المجرمين، ومؤكدين أهمية تلاحم القوى الأمنية العراقية واستجابتها الفورية لأي محاولات لتجاوز القانون أو المساس بالأمن العراقي.

إلى ذلك قدم أصحاب السماحة والفضيلة سلسلة من التوجيهات الدينية الحاثة على التقوى وتجنب الظلم، مبينين من خلال خطبهم الأَولى مفاهيم الظلم في القرآن والأحاديث الشريفة، ومعرجين على المؤمنين أوضاع وصور الظلم وسُبل تجنبه، وفيما يأتي قطوفاً لأهم ما ورد من خطب الجمعة المباركة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:- (اتقوا الظلم فإنّه ظلمات يوم القيامة)..

* _من أكبر ما يعظّمه الإسلام على الإنسان من الذنوب ظلم الناس والعدوان على الآخرين، وذلك إتباعاً لما جاء في القرآن الكريم من تهويل الظلم واستنكاره، مثل قوله تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ).

وقد جاء في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) ما يبلغ الغاية في بشاعة الظلم والتنفير منه، كقوله: (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت)، وهذا غاية ما يمكن أن يتصوّره الإنسان في التعفّف عن الظلم والحذر من الجور, أن لا يظلم نملة في قشرة شعيرة وإن أعطي الأقاليم السبعة, فكيف حال من يلغ في دماء المسلمين وينهب أموال الناس ويستهين أعراضهم وكراماتهم؟!.

 * _مخاطر الظلم:-

أ - عداوة الله تعالى: عن أَمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) قال: (من ظلم عباد الله كان خصمه الله في الدنيا والآخرة, ويوم الظالم الدنيا فقط وهي تنقطع، ويوم المظلوم الدنيا والآخرة والمنتقم هو الله تعالى والله عزيز ذو انتقام).

ب- خراب القلوب: عن رسول الله  (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "إيّاكم والظلم فإنّه يخرب قلوبكم".

ج - أكبر المعاصي: عن أمير المؤمنين  (صلوات الله عليه) قال: "إيّاك والظلم فإنّه أكبر المعاصي, وإنّ الظالم لمعاقب يوم القيامة بظلمه".

د - أعظم الجرائم وأكبر المآثم: عن الإمام عليّ (عليه السلام):- "ابعدوا عن الظلم فإنّه أعظم الجرائم وأكبر المآثم".

هـ - أسوأ الزاد: عن الإمام عليّ (عليه السلام):- بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد".

من أنواع الظلم":-

أنواع الظلم كثيرة لكن بعضها دون بعض وكلها شر وندامة ومنها:

أولاً: ظلم الإنسان نفسه، بترك الطاعة واقتراف المعصية قال تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ).

ثانياً: قتل النفس التي حرم الله إلاّ بالحق، واليوم نشاهده وللأسف لا حرمة للدماء.

ثالثاً: أكل مال اليتامى قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً).

رابعاً: أكل أموال الناس بالباطل، ويحكى عن بعض الصالحات إنها كانت تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله، اتق الله، وإياك والكسب الحرام، فإننا نصبر على الجوع والضر، ولا نصبر على النار.

وأكل أموال الناس بالباطل له صور شتى منها:

1- عدم الوفاء بسداد الدين: فالبعض يقترض الأموال ويحسن المسلمون الظن به، فيدفعون إليه أموالهم التي تعبوا في جمعها، ثم ها هو يسوف في التسديد ويتهرب عن إرجاع المال إلى من أحسن إليه.

٢- اغتصاب الأراضي والتعدي على حقوق المسلمين.

٣- الرشوة: وقد لعن الرسول (صلى الله عليه وآله)  الراشي والمرتشي.

٤- ومنه ما يقوم به بعض الموظفين يعطل حاجات المسلمين ويهولها عليهم، ويصعب أمورها حتى يدفع له مبلغاً من المال عمولة أو هدية.

٥- ومنه أكل حقوق الورثة وحبس نصيبهم من الإرث.

٦- ومنه عدم تسديد حق الأجير في العمل.

خامساً:- من الظلم عدم الدقة والأمانة في العمل: فتجد الموظف أو الأجير يأخذ حقه كاملا ويؤدي حقه منقوصا وذلك ظلم.

سادساً:- ظلم الطلبة والطالبات: وذلك بالتعدي عليهم، شتماً وتجريحاً أو ضرباً في غير محله، أو إنقاصاً لدرجاتهم، وزيادة من لا يستحقه، والكثير يقع في هذا الظلم حين ارتفاع حالة الغضب.

 

سابعاً:- من الظلم حرمان بعض الموظفين من حقوقهم الوظيفية من الترقية والعلاوة والزيادة وإخضاع هذه الأمور للعلاقات الشخصية ووجود الود بينهم فإذا ما كان بينه وبين الموظف شي حرمه من حقه وهذا ظلم.

ثامناً:- من الظلم وهذه الأيام يحصل وبكثرة وهو عضل النساء وعدم الطلاق وعدم الإنفاق وتركها كالمعلقة وهذا حرام.

فليتق كل واحد منا ربه وليعط كل ذي حق حقه فإِننا مسؤلون يوم القيامة.

الخطب الثانية:

* _ بناءً على ما نراه من تردي الوضع الأمني وعودة الاغتيالات والانفجارات وحملات التصفية الجسدية نحث الأجهزة الأمنية على القيام بدورها على أتم وجه بعيداً عن المناكفات السياسية وأجواء المفاوضات؛ لأنها أجهزة أمنية مهنية مستقلة، ولابد من محاسبة المقصرين والضرب بيد من حديد على المتورطين وإنزال أقصى العقوبات بالمجرمين وتنفيذ أحكام الإعدام والقصاص من المجرمين بأسرع وقت.

نسال الله تعالى الأمن والأمان.

اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ