للاستغفار آثارٌ عظيمة على الإِنسان تؤثر عليه من خلال مجريات حياته.

من خطب وكلاء ومعتمدي مكتب سماحة المرجع

للاستغفار آثارٌ عظيمة على الإِنسان تؤثر عليه من خلال مجريات حياته.



7/12/2018


أكدت خطب الجمعة لوكلاء ومعتمدي مكتب سماحة المرجع (دام ظله) في محافظات العراق على أَهمية الاستغفار في حياة الفرد والمجتمع وآثاره النفسية والمادية في الدنيا، مؤكدين في حديثهم مع المؤمنين أَن أَهل البيت (عليهم السلام) أَكدوا على مفهوم الاستغفار عبر رواياتهم ومناجاتهم؛ ليكون درساً لكل مؤمن يسير على خطاهم ونهجهم القويم وفيما يلي نصوص من خطب الجمعة، وفيما يأتي جانباً لما تلي في منابر الجمعة:

قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون).

أيها المؤمنون:- إِن للاستغفار آثارٌ عظيمة على الإِنسان تؤثر عليه من خلال مجريات حياته، وقد يلمس بعضها من خلال هذه العبادة حين الاتصال بالله وهذا ما يسمى بالغذاء الروحي وهو أهم للنفس من الغذاء المادي للجسد وهذا ما أوضحته السنّة الشريفة وأكدت عليه.

ولا غرو فإن الذنوب من المعاصي والمعاصي تبعد الإِنسان عن الرزاق العليم وتحجب الرزق، فالاستغفار يمحو الذنوب ويطهر النفس ويدر الرزق وعند ذلك تنفتح البركة ويرى أثرها ولذلك ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):- "مَن استبطأ الرزق فليستغفر الله".

إن الاستغفار يكون بمثابة السلاح بيد المستغفر ولذلك عندما يستغفر يبتعد عنه الشيطان بل يقطع وتينه.

ومن الآثار التي تنجي الإِنسان من العذاب والعقاب الذي ينتظره نتيجة اقترافه الذنوب هو الاستغفار فإنه خير وسيلة لنجاة الإِنسان في الدنيا والآخرة.

ومن الطبيعي إذا استغفر الإِنسان ربّه قبل استغفاره سيكون عبادة من خير العبادات؛ لأن الإِنسان لا يتمنى إلا هذه العبادة وهي العفو عن ذنوبه والتجاوز عنه.

ولا شك أن الاستغفار هو كفارة لكل ذنب يصدر من الإِنسان حتى ولو فاته ظلم ظالم وعليه أن لا يترك الإِنسان ذنبه من دون أن يكفره بالاستغفار والعودة إلى الله تعالى والندم على ما فعل ويتجنب الإصرار عليه لأن الإصرار ذنب جديد يرتقي إلى الكبائر.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) هود/ 114، وفي نص آخر قال تعالى: (إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) الفرقان/ 70.

* وأخيراً يستفاد من خلال هذه النصوص عظمة الاستغفار وما له من آثار تنفع الإِنسان في دنياه وآخرته وهذا هو الربح الذي يرتجيه الإِنسان ويسعى إلى تحقيقه لينال رضا الله في الدارين.

وكل ما ورد من ذكر الاستغفار التوبة يعطينا دليلاًَ واضحاً وبرهاناً قاطعاً على رحمة الله الواسعة وعطاياه الجزيلة لبني البشر عامة وأن لا يقنطوا من رحمته وأن هذا الاستغفار يقطع دابر القنوط واليأس بل يبث في الإِنسان بذور الأمل والرجاء ليبقى ملتفتاً إلى نفسه حينما يصدر منه الذنب فيبادر إلى الاستغفار والندم عليه لكي تبقى صحيفته متلألئة ناصعة.

وبالاستغفار يبقى العبد على اتصال دائم بربه ويخشاه في كل عمل يقوم به صغيراً كان أم كبيراً وهذا هو الهدف من طلب المغفرة والاستغفار فإن الله تعالى يريد نجاة عباده وهو ينظر إليهم وهم لا ذنب عليهم خاشعين منيبين إليه يخافون عقابه.