إِن الإِجراءات الأَمنية المتخذة في الحد من المخدرات ـ غير كافية - ومن حق القانون محاسبة المقصرين والمتجاوزين على حد سواء.

من منبر الجمعة، وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع

إِن الإِجراءات الأَمنية المتخذة في الحد من المخدرات ـ غير كافية - ومن حق القانون محاسبة المقصرين والمتجاوزين على حد سواء.



13/12/2018


* لابد من مراقبة حدود البلد حذراً من إِدخال المخدرات بشكل أَكثر دقة وجدية ومسؤولية.

أعرب وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) من خلال منابر الجمعة، عن قلقهم البالغ والشديد تجاه الإحصائيات التي سجلت ارتفاعاً كبيراً في نسب تعاطي المخدرات وتداوله.. بعد أن كان العراق ممراً لا مستعملاً للمخدرات.. ومما يزيد القلق تناوله من قبل الشباب في المقاهي والأماكن غير المرخصة، مما يؤدي إلى خلق الفوضى والضياع للعراق ومستقبله، وهذا ما يريده أعداء العراق.

إِلى ذلك أشار أصحاب السماحة والفضيلة إلى ضعف الإجراءات الأمنية المتخذة سواء على صعيد محاسبة المقصرين، أو مراقبة الحدود داعين أبناء القوى الأمنية المخلصة لاتخاذ أقصى الإجراءات القانونية وبكل حذر وجدية ودقة لإنقاذ أبنائنا من الضياع.

هذا وقدم أصحاب السماحة والفضيلة من خلال خطبهم العديد من التوجيهات والتوصيات الدينية والتي أكدوا فيها على أهمية الصلاة وصلاة الجماعة، والتي من شأنها أن تعيد الروابط الاجتماعية فضلاً عن الجانب الإيماني الكبير وما له من أثر إيجابي عظيم لديننا ودنيانا وآخرتنا.

وفيما يأتي جوانب مما قدم للمؤمنين:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

*_ قال تعالى: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)..

أَيها المؤمنون:- ذكر العديد من المفسِّرين والفقهاء أَنَّ المراد من قولِه تعالى: (وَارْكَعُوا مَع الراكعين)، هو الأمرُ بأداءِ الصلاةِ في جماعةٍ، ويُعبِّرُ عن عظيمِ فضلِ الصلاةِ في جماعةٍ أنَّها تظلُّ مشروعةً وراجحةً حتى في ظرفِ الحربِ والخوفِ من مباغتةِ العدوِّ كما هو مقتضى ما أفادَه القرآنُ الكريمُ في سورةِ النساءِ، قال تعالى: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً).

فهذه الآياتُ تأمرُ بأخذِ الحَيطةِ والحذرِ حين إِقامةِ الصلاةِ جماعةً في ظرف الخوفِ والحربِ، فتُصلِّي طائفة من المسلمينَ مع الإمامِ في جماعةٍ ويحرسُهم الباقونَ، فإذا أتمَّ الإمامُ ركعةً قاموا فأتمُّوا الثانيةَ فرادى، فإذا انصرفوا من الصلاة أخذوا موقعَ إخوانِهم في الحراسةِ والتحقَ من كانوا في موقعِ الحراسةِ بالإمامِ في الركعةِ الثانيةِ، وبذلك يُدركُ الجميعُ فضلَ أداءِ الصلاةِ جماعةً.

فهذا الحِرصُ من القرآنِ على أداءِ الصلاةِ جماعة حتى في مثلِ ظرفِ الحربِ والخوف وحرصِه على أنْ يحظى الجميعُ بأداءِ الصلاةِ جماعةً يُعبِّرُ عن عظيمِ فضلِ الصلاةِ في جماعةٍ، هذا في القران الكريم.

*_ وأمَّا ما وردَ في فضلِ صلاةِ الجماعةِ عن الرسولِ (صلى الله عليه وآله) وأهلِ بيتِه (عليهم السلام) فيشقُّ على الإحصاءِ ولذا نشير إِلى بعضها على نحو التبرك، بعضها تشير إِلى عظيم الثواب ومن ذلك ما نقله صاحب العروة (رحمه الله) في رواية طويلة الذيل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في قسم منها [فان زادوا على عشرة ـ أَي المصلون ـ فَلَو كانت السموات قرطاساً والبحار مداداً والأشجار أقلاماً والإنس والجن والملائكة كتاباً لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة].

*_ وأَما ما ورد في فضل المشي إِليها:- قال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله):- "فما مِن مؤمنٍ مشى إلى الجماعةِ إلا خفَّف اللهُ عليه أهوالَ يومِ القيامة".

وظاهرُ الحديثِ أنَّ المقصودَ ممَّن يُخفَّفُ عنه أهوال يومِ القيامةِ هو من كانَ المشيُ إلى الجماعةِ ديدنَه، والمرادُ من المشيِ إلى صلاةِ الجماعةِ هو السعيُ إليها سواءً كان ذلك بالمشيِ على الأقدامِ أو كان بوسيلةٍ أخرى.

*_ ما وردَ من التأكيدِ على مبغوضيَّةِ تركِ الصلاةِ في جماعةٍ وأنَّ من تركَها رغبةً عنها أي زُهداً فيها فلا صلاةَ له.

فمِن ذلك ما أوردَه الشيخُ الصدوقُ بسندٍ معتبرٍ عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: "مَن تركَ الجماعةَ رغبةً عنها وعن جماعةِ المسلمين من غيرِ عِلَّة فلا صلاةَ له"، والمرادُ من قولِه: "فلا صلاةَ له" هو أنَّه لا يحظى بصلاةٍ كاملةٍ بمعنى أنَّ من صلَّى فرادى زُهداً واستثقالاً للجماعةِ فصلاتُه منقوصةٌ الكمال.

*_ ومما يشير إِلى عدم معذورية الحضور عن الجماعة حتى لبعض أَهل الأعذار ما  وردَ عن أبي عبد اللَّهِ أنَّ رسولَ الله (صلى الله عليه وآله) أتاهُ رجلٌ أعمى فقال: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي ضريرُ البصر، وربَّما أسمعُ النداءَ ولا أجدُ من يقودُني إلى الجماعةِ والصلاةِ معك، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): "شُدَّ من منزلِك إلى المسجدِ حبلاً واحضرِ الجماعةَ".

*_ وأَخيراً أَيها المؤمن أضف إِلى كل ذلك ما للحضور في صلاة الجماعة من إظهار شعائر الإِسلام وبيان وحدة المسلمين وألفتهم و مصدر قوتهم وعزتهم وما يبعث ذلك الحضور من التعارف بين المؤمنين والإِخاء واكتساب العلم والفضيلة زيادة على الأجواء الروحانية العباد الجمعية التي تكون مؤثرة في النفوس..

نسأله تعالى أَن يجعلنا من المحافظين على هذه السنة الشريفة.

الخطبة الثانية:

*_ تسجل بعض الإحصائيات ارتفاعاً كبيراً في نسبة التعاطي للمخدرات والتداول للمواد المخدرة بشكل يثير القلق وخاصة بين طبقة الشباب في المقاهي أَو في أَماكن غير مرخصة تقودها عصابات منظمة، مستفيدين من أَرباحها الطائلة إِضافة إِلى خلق حالة من اللااستقرار والفوضى والضياع في العراق وهذا ما يريده أعداء العراق.

كما نشير إِلى أَن الإِجراءات الأَمنية المتخذة في الحد من هذه الجرائم غير كافية ومن حق القانون محاسبة المقصرين والمتجاوزين على حد سواء بما فيهم من بعض المكلفين بذلك، وضرورة مراقبة حدود البلد من إِدخال هذه المواد الخطرة بشكل أَكثر دقة وجدية ومسؤولية ذلك إِلى أَبنائنا المخلصين الأمناء في الجهات الأمنية.

اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ