يباركون للأمة مولد عقيلة الطالبين السيدة زينب (ع) ويحيون الجيش والشرطة العراقية في ذكرى التأسيس.

خطباء جمعة مكتب سماحة المرجع

يباركون للأمة مولد عقيلة الطالبين السيدة زينب (ع) ويحيون الجيش والشرطة العراقية في ذكرى التأسيس.



10/1/2019


قدّم وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) من خلال منابر الجمعة أسمى آيات التبريك والتهنئة لذكرى مولد عقيلة الطالبين السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام)، مستعرضين جوانب من سيرتها العطرة، ومواقفها النورانية وهي تشارك أخويها الإمامين الحسن والحسين (صلوات الله عليهما) في مسيرة الإِصلاح في أمة جدهما محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله).

أصحاب السماحة والفضيلة باركوا للجيش العراقي ذكرى تأسيسه، معبرين عما يفتخر ببطولته وشهامته ودفاعه عن حياض الوطن، مؤكدين بالقول: "نقدم بهذه المناسبة العزيزة التهنئة لأفراد جيشنا بكل انتماءاتهم الدينية والمذهبية والقومية وعلى اختلاف رتبهم بلا تمييز، والرحمة والخلود لشهدائهم".

وفي ذكرى تأسيس الشرطة العراقية أعرب أصحاب السماحة والفضيلة عن تقديمهم أَرق التبريكات وأصدقها لشرطة العراق مستذكرين بطولات هذا الجهاز الأَمني الزاخر بالمواقف المشرفة والمحطات الخالدة بقوافل الشهداء والمضحين في سبيل تأمين امن واستقرار البلد ـ بحسب تعبيرهم ـ لاسيما بعد أن خاضوا معارك الشرف والعزّة والكرامة لتحرير أرضهم من دنش داعش الإرهابي.

وفيما يأتي قطوفٌ مما قدم على منابر الجمعة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ورد في الخبر عن سيد البشر (صلى الله عليه وآله):- (من ورّخ مؤمناً فكأنما أحياه، ومن قرأ تأريخه فكأنما زاره، ومن زاره استوجب رضوان الله، وحق على المزور أن يكرم زائره).

أَيها المؤمنون:- نستذكر في الخامس من جمادى الأولى ذكرى ولادة عقيلة الطالبيين السيدة زينب (سلام الله عليها) فنبارك لكم هذه الأيام الشريفة لولادتها العطرة الميمونة سائلين العلي القدير أَن يرزقنا زيارتها في الدنيا و شفاعتها في الآخرة أَنه سميع الدعاء.

* ولدت السيدة زينب (عليها السلام) في بيت الطهر والقداسة من والدة معصومة مطهرة اصطفاها الله سيدة لنساء العالمين من الأولين والآخرين فاطمة الزهراء (صلوات ربي عليها) مستودع السر الإلهي، ويكتنفها من المعصومين خير الخلق أجمعين الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) ووالدها سيد الأَوصياء وباب مدينة العلم أمير المؤمنين (عليه السلام)  وأخواها الإمام الحسن المجتبى والإمام الحسين الشهيد بكربلاء عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه.

* ومما لا شك فيه أَن للبيئة أثرها الواضح في بناء الشخصية وتكاملها، فالجو الأُسري له البعد الأكبر في ذلك.

وكما هو معلوم إن الذكاء المفرط، والنضج المبكر يمهدان للطفل أن يرقى إلى أعلى الدرجات ـ إذا استثمرت مواهبه ـ وخاصةً إذا كانت حياته محاطة بالنزاهة والقداسة كما هو الحال في صاحبة الذكرى (سلام الله عليها) وبكل ما يساعد على توجيه الطفل نحو الأخلاق والفضائل.

فما تقول في بنت روحها أطهر من ماء السماء، وقلبها أصفى من المرآة، وتمتاز بنصيب وافر من الوعي والإدراك، تفتح عينها في وجوه أُسرتها الذين هم أشرف خلق الله، وأطهر الكائنات، وتنمو وتكبر وتدرج تحت رعاية أسرة قدوتها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يكتنفها بتوجيهاته ويشهد لهذا البيت أَنه من أفضل بيوت الأنبياء فلقد روي أن رسـول الله ـ (صلى الله عليه وآله) قرأ قوله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ) النور:36، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أي بيوت هذه؟، فقال: (بيوت الأنبياء).

فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها؟ وأشار إلى بيت علي وفاطمة.

فقال النبي: "نعم، من أفضلها".

ويجب أن لا ننسى أن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي أعطى المناهج التربوية للأجيال، وأضاء طرق التربية لها، أولى عنايةً تامةً في تربية عائلته، ومهّد لهم السبيل حتى ينالوا قمة الأخلاق والفضائل.

وخاصةً حينما يجد فيهم المؤهلات والاستعداد لتقبل تلك التعاليم التربوية، ومن الواضح أن السيدة زينب عليها السلام ـ بمواهبها واستعدادها النفسي والتكويني ـ كانت تتقبل تلك الأصول التربوية، وتتفاعل معها.

إذاً فمن الصحيح أن نقول: إن السيدة زينب تلقت دروس التربية الراقية العليا في ذلك البيت الطاهر، كالعلم ـ بما في ذلك الفصاحة والبلاغة، والإخبار عن المستقبل ـ ومعرفة الحياة، وقوة النفس وعزتها، والشجاعة والعقل الوافر، والحكمة الصحيحة تجاه ما يحدث.

* تزوجت السيدة زينب الكبرى من ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار وكونت أسرة وأنجبت أولاد شملتهم بعنايتها وأنشأتهم بعناية كبيرة ودقة عالية وهي تعلم إنهم مشاريع استشهاد ومواقف ستغير تاريخ العالم, فأولادها كانوا بعد ذلك من ابرز أنصار سيد الشهداء (عليه السلام) في كربلاء المبدأ والموقف والشهادة.

* يُعلم جلالة أمرها وعلو مكانتها وقوة حجتها؛ لسانها وبلاغة مقامها حتى كأنها تفرغ عن لسان سيد الموحدين أمير المؤمنين من خطبها بالكوفة والشام واحتجاجها على يزيد وابن زياد وليس عجيباً من السيدة زينب (عليها السلام) أن تكون كذلك وقد تقدم بحث عوامل بناء شخصيتها فهي فرع من الشجرة الطيبة النبوية والأرومة الهاشمية.

* سميت أم المصائب وحق لها أن تسمى بذلك فقد شاهدت مصيبة رحلة جدها النبي المختار (صلى الله عليه وآله) وأمها الشهيدة المظلومة سيد النساء (عليها السلام) ومصيبة قتل المولى حيدر الكرار (عليه السلام) ومحنة مسمومية أخيها الحسن المجتبى (عليه السلام) والمصيبة العظمى والرزية الكبرى لسيد الشهداء (عليه السلام) حيث شاطرته من مبتداها إلى منتهاها مع استشهاد ولديها وأكملت الرحلة بالمسير إلى الكوفة ومنها إلى الشام.

* وكان لزينب (عليها السلام) في وقعة كربلاء المكان المرموق والمهمة المقدسة والمسؤولية العظيمة في جميع الحالات وفي المواطن كلها حيث كانت تراقب أحوال أخيها الحسين (عليه السلام) ساعة فساعة وتخاطبه وتسأله عن كل حادث وهي التي كانت تدبر أمر العيال والأطفال وتقوم في ذلك مقام العصبة من الرجال وكانت تمرِّض زين العابدين (عليه السلام) وتدافع عنه في مواطن متعددة وخاطبت أبن زياد وألقمته حجراً حتى التجأ إلى طريق العنف وكانت ملاذاً لفاطمة الصغرى حيث التجأت إليها وأخذت بثياب عمتها حين قال الشامي ليزيد هَب لي هذه الجارية فكانت لهم الركن الشديد، والذي يلفت النظر أنها كانت متزوجة وزوجها حي آنذاك لكنها اختارت المسير مع أخيها الحسين (عليها السلام) وآثرته على البقاء مع زوجها مع علمها بما يجري عليها من محن ومصائب.

فسلام عليها يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعث شافعة مشفعة.

الخطبة الثانية:

* مرت علينا قبل أَيّام الذكرى السنوية لتأسيس جيشنا العراقي الأبي ولا يسعنا إِلاّ أَن نستذكر بفخر واعتزاز شديدين السجل البطولي الحافل لهذا الجيش وتضحياته الكبيرة دفاعاً عن الوطن والمنطقة، كما نقدم بهذه المناسبة العزيزة التهنئة لجيشنا بكل انتماءاتهم الدينية والمذهبية والقومية وعلى اختلاف رتبهم بلا تمييز، والرحمة والخلود لشهدائهم.

* كما لا يفوتنا أَن نقدم أَرق التبريكات وأصدقها نزفها إِلى شرطتنا العراقية، بعيد تأسيسها، مستذكرين بطولات هذا الجهاز الأَمني الزاخر بالمواقف المشرفة والمحطات الخالدة بقوافل الشهداء والمضحين في سبيل تأمين امن واستقرار البلد سيما دور مؤسستي الداخلية والدفاع في معارك تحرير العراق من داعش الإرهابي.

اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ