نرحب بالانفتاح الدولي على العراق، وعلى الدولة العراقية استثماره لمعالجة الملفات الاقتصادية خصوصاً ملف الخدمات والبناء.

أئمة جمعة مكتب سماحة المرجع

نرحب بالانفتاح الدولي على العراق، وعلى الدولة العراقية استثماره لمعالجة الملفات الاقتصادية خصوصاً ملف الخدمات والبناء.



31/1/2019


رحب أئمة جمعة مكتب سماحة المرجع (دام ظله) بالانفتاح الدولي على العراق، لاسيما بعد تحقق النصر العظيم والذي يعطي استقراراً يصل بعطائه للمنطقة ككل، أصحاب السماحة والفضيلة حثوا الدولة العراقية على استثمار هذا الإقبال الدولي لإنعاش المصالح المشتركة، ولإنعاش الاقتصاد العراقي وإعادة إِعمار المدن العراقية والسعي قدماً لإصلاح ملف الخدمات، وملف متضررِي الحرب وإعادة جميع النازحين إلى مدنهم بكل أمن كرامة.

أصحاب السماحة والفضيلة سبروا مفهوم التوكل من خلال ما جاء في الكتاب والسنة الشريفة وأحاديث أهل بيت النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، مقدمين أهم عوامل التوكل على الباري (عزَّ أسمه) لنيل خير الدنيا والآخرة، وفيما يأتي جانبٌ من النصوص التي تليت من على منابر الجمعة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في الحديث عن رسول الله  (صلى الله عليه وآله):- "لو أنّكم تتوكّلون على الله حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطَّير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً".

أيها المؤمنون:- حديثنا لهذه الجمعة المباركة عن موضوع التوكل وأهميته في حياة الإِنسان.

والتَّوكُّل كما معلوم هو من دلائل الإيمان الصحيح، وسمات المؤمنين ومزاياهم الرَّفيعة، الباعثة على عزّة نفوسهم، وترفّعهم عن استعطاف المخلوقين الضعفاء العاجزين أَمثالهم، فالتَّوكُّل على الله يعني: انقطاع العبد في جميع ما يأمله من المخلوقين، والاعتماد على الله تعالى في جميع أَموره، وتفويضها إليه، والإعراض عمّا سواه.

* تواترت الآيات والرّوايات في مدح التوكل  والحث عليه، قال تعالى: (وَمَن يتوكل  عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، كما صرح  القرآن الكريم بأنَّ الله تعالى يحبُّ المتوكّلين (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)، وأنّه من سمات وصفات المؤمنين قال تعالى: (وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

وعن الإمام الصَّادق (عليه السلام):- "إنّ الغنى والعزَّ يجولان، فإذا ظفرا بموضع التَّوكُّل أوطناً".

* كما ينبغي الالتفات إِلى أَن معنى التَّوكُّل لا يعني إغفال الأسباب الطبيعية والوسائل الباعثة على تحقيق المنافع، ودرء المضارّ، وأن يقف المرء إزاء الأحداث والأزمات مكتوف اليدين.

إنّما التَّوكُّل كما قلنا هو: الثِّقة بالله (عزَّ وجلَّ)، والركون إليه، والتَّوكُّل عليه دون غيره من سائر الخلق والأسباب، باعتبار أنّه تعالى هو مصدر الخير، ومسبّب الأسباب، وأنّه وحده المُصرّف لأمور العباد، والقادر على إنجاح غاياتهم ومآربهم.

فالاعتماد التَّامّ على الأسباب والوسائل وحدها، يعد نوع من الشِّرك الناتج عن ضعف الإيمان، والثِّقة بالله تعالى، ولا ينافي ذلك سعي الإنسان، والاستفادة من الأسباب الطَّبيعيَّة، والوسائل الظَّاهريَّة لتحقيق أهدافه ومصالحه كالتَّزوُّد للسَّفر، والعمل للكسب والربح والعيش والتَّوسعة على العيال، فهذه كلّها أسباب ضروريَّة لحماية الإنسان، وإنجاز مقاصده، وقد أبى الله (عزَّ وجلَّ) أن تجري الأمور إلاّ بأسبابها، فلا بدّ من الأخذ بأسباب الحياة والالتزام بقوانينها، ثمّ نتوكّل على الله تعالى، ونطلب منه أن يمدّنا بالتَّوفيق والعناية والعطاء الغيبيّ.

وآية ذلك أنّ أعرابيَّاً أهمل عقل بعيره، متوكّلاً على الله في حفظه، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) له:(أعقل وتوكّل).

* للتوكُّل على الله تعالى آثار إيجابيّة عديدة منها:-

1) أوّل أثر إيجابي يصيغه التَّوكُّل هو أن يثير في نفس الإِنسان الشُّعور بالقوَّة، والنَّصر، والتَّغلُّب على المحن، والحوادث الكبيرة في حركة الحياة، لما أَن المتوكِّل على الله يُعلِّق أمله بالقدرة المطلقة اللآمتناهية لله (عز وجل).

فعن الإمام الرضا (عليه السلام): "من أراد أن يكون أقوى النَّاس فليتوكَّل على الله".

2) كما أَن التوكل يزيد من ذكاء الإنسان وقدرة الذهن على التَّفكير السليم، ويفتح آفاقه المعرفيّة، فيرى الأشياء بوضوح؛ لأنَّ التَّوكُّل يُشعر الإنسان بالاطمئنان ويُبعد عنه القلق والاضطراب، ومع الطُّمأنينة النَّفسيّة يكون الحكم العقليّ الهادئ، عن الإمام علي (عليه السلام) أنَّه قال: "من توكَّل على الله أضاءت له الشُّبهات وكُفي المؤونات وأمن التَّبعات".

3) من الآثار الإيجابيَّة والمهمّة للتَّوكُّل أنَّه يورث الإنسان الرَوْح والرَّاحة في الدُّنيا والآخرة، فعن الإمام عليّ (عليه السلام)  قال: "الاتّكال على الله أروح".

4) كما ومن بركات التَّوكُّل وآثاره الطيّبة أنَّه سبب أيضاً لكفاية الرِّزق، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من توكَّل على الله كفاه مؤنته ورزقه من حيث لا يحتسب".

* وأَخيراً علينا الاعتبار بتطوّر ظروف الحياة، وتداول الأيّام بين النَّاس، فكم من فقير صار غنيّاً، وغنيٍّ صار فقيراً، وأمير غدا صعلوكاً، وصعلوك غدا أميراً متسلِّطاً، وهكذا يجدر التَّنبُّه إلى عظمة القدرة الإلهيَّة في بسط أرزاق عبيده، ودفع الأسواء عنهم، ونحو ذلك من العبر والعظات الدَّالَّة على قدرة الله (عزَّ وجلَّ)، وأنَّه وحده هو الجدير بالثِّقة، والتَّوكُّل والاعتماد دون سواه جعلنا الله من المتوكلين عليه.

الخطبة الثانية:

* نرحب بالانفتاح الدولي على العراق بعد تحقيق النصر على داعش بدماء الشهداء وحلول الأَمن في العراق وكما هو معلوم أَن استقرار العراق هو استقرار للمنطقة باكملها وضرورة استثمار هذا الإقبال الدولي في الاستثمار وموازنة الوضع الاقتصادي وإعادة إِعمار المدن التي تعاني نقصاً في الخدمات وكذلك المتضررة من الإرهاب والعمل الحثيث من أجل ضمان عودة العوائل النازحة إليها.

اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ