لابد من ضبط الاحتفالات بالمأثور الشرعي، فالإمام المنتظر (عج) ناظر إليكم.

بعد أن باركوا ولادة منقذ البشرية، خطباء جمعة

لابد من ضبط الاحتفالات بالمأثور الشرعي، فالإمام المنتظر (عج) ناظر إليكم.



19/4/2019


* ينبغي للمحتفلين أن لا ينسوا تمجيد إخوانهم المقاتلين الذين لولا تضحياتهم لكانت أفراحهم أحزاناً.

بارك أَصحاب السماحة والفضيلة من وكلاء ومعتمدي مكتب سماحة المرجع أَئمة منابر الجمعة في مختلف أنحاء العراق حلول مولد الإِمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

أَصحاب السماحة والفضيلة أَلحقوا شيعة أمير المؤمنين (عليهم السلام) بأَئمتهم فهم المستضعفون دوماً، ولابد أن يأتي الوعد الإِلهي في أن تملأ الأَرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ببركة ظهوره المقدس.

أصحاب السماحة والفضيلة قدموا بين أيدي المصلين عدداً من الآيات الكريمة وأحاديث النبي الأَعظم (صلى الله عليه وآله) فيما يهم الوعد الإِلهي للمؤمنين والإِنسانية جمعاء لحلول الوعد الإِلهي بالعدالة المطلقة، وفيما يأتي وقفات عند ما قدم بين يدي المصلين:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

* قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).

أَيها المؤمنون:- بداية نبارك لكم ولجميع المنتظرين والمستضعفين في الأرض ذكرى ولادة بقية الله في العالمين، خليفة رب العالمين على الورى الإِمام الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه الشريف) وجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه أَنه سميع الدعاء.

لا يخفى على المتتبع انه كثيرة هي الايات التي تبشر بالإمام المهدي (عجل الله فرجه) وتختلف هذه الايات في كيفية التبشير وسنتعرض لواحدة من تلك الآيات وهي  قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) القصص/ 5، وهذه الآية المباركة كما روي كان يرددها الامام المهدي (عليه السلام)  منذ ولادته كما ورد في كمال الدين وتمام النعمة/ الشيخ الصدوق/ ص425 ـ 426، قالت حكيمة: فلما كان في اليوم السابع جئت فسلمت وجلست فقال: هلمي إلي ابني، فجئت بسيدي (عليه السلام) وهو في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى، ثم أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أَو عسلاً، ثم قال: تكلم يا بني، فقال: "أشهد أن لا إلا إله الله، وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه عليه السلام، ثم تلا هذه الآية: "بسم الله الرحمن الرحيم (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)، قال: موسى فسألت عقبة الخادم عن هذه، فقال: صدقت حكيمة.

* وهنا نشير إِلى ما يلي:

1. ما هو معنى المنة؟

2. ما هي خصائص الآية المباركة؟

3. ماهو معنى المستضعف؟

* اما النقطة الأولى: فأَن معنى المن كما ورد: (الأصل في معنى المن - على ما يستفاد من كلام الراغب - الثقل ومنه تسمية ما يوزن به منا، والمنة النعمة الثقيلة ومن عليه منا أي أثقله بالنعمة، قال: ويقال ذلك على وجهين أحدهما بالفعل كقوله: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا)، أي نعطيهم من النعمة ما يثقلهم والثاني بالقول كقوله: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا)، وهو مستقبح إِلا عند كفران النعمة.. انتهى ملخصاً، إِذن الآية الكريمة تقول: أَن هناك منة عظيمة وكبيرة ستعطى من قبل الله سبحانه إِلى الخلق وهذه المنة سيعطيها على نحو الفعل لا القول وهذه النعمة صفتها أَنها مرادة لله سبحانه وتعالى ومراد الله سبحانه لايتخلف أَبداً، لأَن وعده حق وصدق قال تعالى: (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ)، إِذن على العباد أَن يطمأنوا ويفرحوا بأَن الله سبحانه سينزل عليهم نعمته ومنته لا محالة.

* أَما خصائص الآية المباركة وهي النقطة الثانية، فهناك عدة مميزات وخصائص لهذه الآية منها:

* أن في هذه الآية العديد من الأفعال المضارعة وهي: (نريد, نمن , نجعلهم , نجعلهم)/ وفي هذا دلالة على أن هذه الآية لم تتحقق بعد حيث أن الأَفعال كلها مضارعة وهي إشارة إِلى المستقبل أي أن هذه المنّة والنعمة ستتحقق في المستقبل ولم تستعمل الآية المباركة زمن الماض للمن كما في آيات المن الأخرى كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ) الصافات/ 114, وقوله تعالى: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى) طه/37.

 

* أَن حدث المنة حاصل وواقع للجميع أي أَن الله سبحانه ستكون منته عامة وليست خاصة لشخص دون شخص آخر، وهذا ما نجده من خلال الاسماء والضمائر الموجودة في الآية المباركة وهي: (الذين, الواو في استضعفوا, هم في ونجعلهم, الواو في الوارثين)، وهذا لايوجد في آيات المنّة الأخرى، فانها خاصة بفرد أَو فردين اوجماعة دون جماعة أخرى كما في الآيات آعلاه في سورة الصافات وطه ومعنى هذا ان البشرية ستنعم بهذه المنة الإلهية العظيمة، ولكنهم كانوا مستضعفين في الأرض وهو شرط لوصول المنة.

* وهنا يأَتي سؤال من هم المستضعفون؟ وماهو معن الاستضعاف في الأرض؟، هنا لابد أن نرجع إِلى روايات أَهل البيت (عليهم السلام) لكي نرى ما هي حقيقة الأَمر:

وحاصل المسألة في روايات أَهل البيت (عليهم السلام)، إِنها تتدرج من المستضعفين أَصحاب الكساء إِلى أَن تصل إِلى ضم الشيعة أيضاً من ضمن المستضعفين ونذكر بعض الروايات على ذلك:

ففي معاني الأَخبار للصدوق عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظر إِلى علي والحسن والحسين (عليهم السلام) فبكى وقال: أنتم المستضعفون بعدي. قال المفضل: فقلت له: ما معنى ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: معناه أنكم الأئمة بعدي، إن الله (عز وجل) يقول: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)، فهذه الآية جارية فينا إِلى يوم القيامة.

2. وفي مشكاة الأنوار - علي الطبرسي - ص 173- عن ثوير قال: قال لي علي بن الحسين (عليهما السلام): تقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: اقرأ (طسم) سورة موسى وفرعون، قال فقرأت: * (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ..) حتى إذا بلغت (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) فقال: مكانك حسبك، والذي بعث محمداً بالحق بشيراً ونذيراً إن الأبرار منا أَهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى وشيعته، وإن عدونا وشيعتهم بمنزلة فرعون وأشياعه)، اذن الرواية الأَخيرة تعمم المستضعفين إِلى ائمة أَهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم نعم أَعلى درجة في الاستضعاف كانت لأَهل البيت (عليهم السلام)، لكن ماهو معنى المستضعفين؟ كلمة "المستضعف" مشتقة من مادة "ضعف"، ولكنها لما استعملت في باب "الاستفعال" دلّت على من يكبل بالقيد والغل ويجر إِلى الضعف، وبتعبير آخر: ليس المستضعف هو الضعيف والفاقد للقدرة والقوة.. بل المستضعف من لديه قوى بالفعل وبالقوة، ولكنه واقع تحت ضغوط الظلمة والجبابرة، وبرغم أنه مكبل بالأغلال في يديه ورجليه فإنه غير ساكت ولا يستسلم، ويسعى دائما لتحطيم الأغلال ونيل الحرية، والتصدي للجبابرة والمستكبرين، ونصرة مبدأ العدل والحق، فالله سبحانه وعد أمثال هؤلاء بالمن وبالحكومة على الأرض، لا الأفراد الجبناء الذين لا يجرؤن على أدنى اعتراض فكيف إذا حمي الوطيس وحان أوان التضحية والفداء.

وأَهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم هم الذين يحملون هذه الأَوصاف التي وردت للمستضعفي والله سبحانه وتعالى سيعطي هؤلاء المستضعفين العديد من المميزات، كما تذكر الآية المباركة وهي: الأول: قوله تعالى: ونريد أن نمن... لنشملهم بالمواهب والنعم.. الخ، الثاني: قوله: ونجعلهم أئمة، الثالث: قوله: ونجعلهم الوارثين أي المستخلفين بعد الفراعنة والجبابرة، الرابع: قوله: ونمكن لهم في الأرض أي نجعلهم يحكمون في الأرض وتكون السلطة والقدرة وغيرهما لهم وتحت تصرفهم، والخامس: إن ما كان يحذره الأعداء منهم وما عبأوه لمواجهتهم يذهب أدراج الرياح، وتكون العاقبة لهم ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون.

وهذا كله يتم على يدِ الإِمام المهدي (عليه السلام) كما ورد في روايات أَهل البيت (عليهم السلام)، كما ورد في غيبة الطوسي عن عليس (عليه السلام) قال (... يبعث الله مهديهم بعد جهدهم فينصرهم ويذل عدوهم)، وورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أَنه قال: (لن تنقضي الأَيام والليالي حتى يبعث الله رجلاً من أَهل بيتي يواطىء اسمه اسمي يملاءها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً)، وقال (لو لم يبق من الدنيا إِلاّ يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً من ولدي يواطىء اسمه اسمي يملاءها قسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً).

اذن نحن موعودون بهذا اليوم المبارك الأَغر الذي وعدنا الله به على يدِ الإِمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه، آمين رب العالمين وصلى الله على محمدوآله الطاهرين.

بمناسبة ليلة النصف نوصي الزائرين الكرام  بما يلي:-

* التركيز على المأثور من الاعمال في كتب الأَدعية من الغسل وزيارة الحسين (عليه السلام) في ليلة النصف من شعبان والصلاة والدعاء والاستغفار.

 

* ينبغي أَن تكون مظاهر الفرح والسرور في الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة في حدود الأدب والدين وعدم الاختلاط ورفع الأصوات أَو استخدام ما لا يناسب قدسية المناسبة وقدسية الأرض وصاحبها سيد الشهداء (عليه السلام).

من المحاذير ـ وعلى الجميع ـ أَن يدركوا تماماً أَنه (عجل الله فرجه الشريف) ناظر إِليهم فلا يغضبوه بقول أَو عمل.

* ينبغي للمحتفلين أن لا ينسوا إخوانهم المقاتلين ـ الذين لولا تضحياتهم لكانت أفراحهم أحزاناًـ فيخصصوا جزءاً من خطبهم وأهازيجهم لتمجيد هؤلاء الكرام والإشادة ببطولاتهم، والتعبير عن مواصلة مسيرتهم في التضحية والفداء.

وفقكم الله لكل خير وتقبل اعمالكم.


اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ