ينبغي التركيز في العلاقة الودّية بين شعب الهند والشعب العراقي ضمن الإطار الديني القويم.

من مدينة لكنهو الهندية

ينبغي التركيز في العلاقة الودّية بين شعب الهند والشعب العراقي ضمن الإطار الديني القويم.



7/3/2020


* قوام البشرية واستقامتها والمسلمين بالخصوص وشيعة أهل البيت (ع) بالأخص إنما يتوفر بالتزامنا بالدين.

لبّى وفد المكتب المركزي لسماحة المرجع (دام ظله) دعوة عائلة الخطيب المرحوم ميرز ا محمد أظهر (قده) أحد أكبر خطباء الإمامية في جمهورية الهند ليشارك في المجلس التأبيني الذي أقيم على روحه الخطيبين الكبيرين الميرزا العلامة  محمد أطهر والميرزا محمد إشفاق، في مدينة لكنهو الهندية.

هذا وألقيت كلمة سماحة المرجع (دام ظله) في المناسبة والتي ألقاها فضيلة العلامة الشيخ مهدي ميرزا هناك.

الكلمة أكدّ فيها على مكانة وعظيم شأن الخطباء والمبلغين وهم يؤدون رسالة التبليغ السامية، وما لهم من عظيم الشأن لاسيما الخطيبان الكبيران المؤبَّنان.

إِلى ذلك قدمت الكلمة رسالة حوت على أهمية التعايش السلمي في جمهورية الهند ونشر ثقافة ورسالة التسامح والتي أكد عليها رسول الإِنسانية  محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله).

هذا وأكدت الرسالة على أهمية تعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية فيما بين أبناء العراق والهند، فضلاً عن أهمية المحافظة على التراث الكبير والعظيم الذي أسسه علماء الإسلام من الطائفة الإِمامية هناك والتي أرست دعائهم الحب والمحبة والمحافظة على أصل الإِسلام الأصيل والتمسك بحبل النبي الأعظم وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم) وإحياء أمرهم.

هذا وأشير لضرورة المحافظة على الأجيال وشريحة الشباب من خلال أن يقوم الجميع بواجبه تجاه الأجيال الجديد، وفيما يأتي نص الرسالة:

كلمة سماحة آية  الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي(دام ظله) بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الخطيبين الكبيرين الميرزا العلامة  محمد أطهر والميرز ا محمد إشفاق.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله على هدايته لدينه وله الشكر على ما دعا إليه من سبيله مستسلمين لما أنعم وأبلى، وملتزمين بانتظار نعمته ومزيد عطفه في الآخرة والأولى، والصلاة والسلام على من تحمل العناء ووفق لإرساء قواعد دينه وعلى آله مصابيح الدجى واللعنة على شانئيهم إلى يوم الدين..

صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

تمرُ علينا الذكرى الرابعة لوفاة العلامة الجليل الخطيب الأكبر المرزا  محمد أطهر(قدس الله روحه الطاهرة) الذي كان قد عُرف بالخطيب الأكبر والأشهر، الموفق لخدمة المنبر الحسيني ومداومة خدمة سيد الشهداء (سلام  الله عليه)، ولم تنحصر فعالياته في منطقة دون منطقة، بل انتشرت في العالم وتلك نعمة قل من يحظى بها فسلام الله عليه يوم ولد ويوم توفاه الله ويوم يبعث حياً محمياً بشفاعة أهل البيت (عليهم السلام) متوّجاً بتاج خادم الإمام الحسين (عليه السلام).

كما تمرّ علينا ذكرى وفاة خطيب الدين والمعرفة فارس ميدان خدمة الإمام الحسين (عليه السلام) ميرزا  محمد إشفاق، وقد وفق هذا المحترم لمواصلة خدمة أهل البيت (عليهم السلام) إلى آخر أنفاسه، ولم يكن خطيباً فقط بل كان شاعراً مبدعاً، كان أثناء زيارته للعتبات المقدسة في العراق قد زار مكتبنا أيضاً شكر الله مساعيه الجليلة ورزقه شفاعة الإمام الحسين (عليه السلام) وأمه الزهراء (عليها السلام) رزقه  الله عوض كل دمعة وفق لإنزالها من عين المؤمنين قصراً في الجنة وليس على  الله بشفاعة الحسين (عليه السلام) بعزيز.

نحن في هذا الاجتماع الميمون نود أن ننتبه جميعاً إِلى أمور:

أولاً: المنطقة التي تحيط بالهند وبنغلادش والدول الإِسلامية شعوبها معروفة بالاهتمام بالقضايا الإنسانية وتميزت بالاهتمام بحياة الكائنات الحية ذات الحياة العضوية، وينبغي أن نحافظ على هذه السمة الشريفة مهما أمكن.

ثانياً: ينبغي التركيز في العلاقة الودّية بين شعب الهند والشعب العراقي ضمن الإطار الديني القويم.

ثالثاً: ينبغي أن نعلم أن قوام البشرية واستقامتها وللمسلمين بالخصوص وشيعة أهل البيت (عليهم السلام) بالأخص إنما يتوفر بالتزامنا بالدين وتربية أفلاذنا وأولادنا ضمن التعاليم الدينية الصحيحة وجعل عوائلنا في إطار الشريعة المقدسة، وينبغي أن يعلم الآباء أن الخطوة الأساسية في جلب الأولاد في الأجيال القادمة إلى الدين تتحقق في التزام الوالد وكل من له دخل في التربية بالدين قولاً وعملاً، فأن الأولاد يتأثرون بأبسط حركة شاذة يرونها أو يحسون بها من الوالد أو الجد أو المربي.

رابعاً: المدارس الدينية التي أسسها علماؤنا الماضون ضمن الحوزة في مدينتنا العزيزة (لكنهو) وكذلك المدارس التي تأسست أخيراً يجب علينا جميعاً المحافظة على شرافتها وجمالها العلمي والروائي القديم، وذلك بالمحافظة على المناهج الدراسية القديمة التي أسسها أو تبناها علماؤنا الأبرار رضوان  الله عليهم.

خامساً: علينا جميعاً أن نحافظ على المشاعل التي أشعلها علمائنا الأبرار لتنير لنا طريق العلم والعمل وأن نحافظ عليها وندافع عنها؛ لنتمكن من مواصلة ذلك الدرب الذي مهده لنا أولئك الأبرار شكر الله مساعيهم الجميلة.

سادساً: يجب أن نعلم جميعاً أن العزة والكرامة إنما تتوفر في العلم والعمل ويمكن تقسيم العلم بلحاظ الحاجة إِلى صنفين:

أحدهما ما يستعان به لإصلاح الجسم وتوفير ضرورياته كافة والمدارس الرسمية من المبدأ وإلى الجامعات نشطة خصوصاً في الهند وتسعى جاهدة في التنمية والتوسعة والاستمرار لطريق النور وإبعاد الظلمة عن المجتمع.

والصنف الثاني ما يستعان به على إصلاح النفس وصياغتها في قالب سليم؛ لتصبح مصدر خير وشرف وعزة وكرامة؛ وهذا يتحقق في ضمن المدارس الدينية والحوزات العلمية الشريفة، فعلى رواد هذه المدارس على اختلاف مراتبهم الجد والتفاني في التنمية والإِشاعة والتوسيع والمحافظة؛ لنتمكن من مواكبة الزمن المتطور في مختلف جوانب الحياة بإنارة الطريق للأَجيال القادمة.

أرجو الله سبحانه أن يقرب ذلك اليوم؛ ليعود فيه نشاط الحوزة العلمية في (لكنهو) إلى سابق العهد وليس ذلك على الله بعزيز.

سابعاً: علينا جميعاً الاهتمام بالشعائر الحسينية بمختلف مظاهرها كإقامة التعازي وتنظيم المواكب وإظهار الحزن وإبداء الاستعداد للتضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيل هذه الشعائر التي هي رمز الدين الحنيف؛ لأن الحسين (عليه السلام) ضحى لأجل الدين وقد ثبت أنه الحق ما قيل: (إن الإِسلام  محمدي الحدوث وحسيني البقاء)، فليعلم العالم إن هذه الشعائر حدقات عيوننا وخلجات قلوبنا لن تقف هذه الشعائر إلى أن نسلمها لحفيد الحسين المنتظر (عجل  الله تعالى فرجه),  متوجين بتاج فدائي الحسين (عليه السلام) ونستحق شفاعته وشفاعة جده وأمه أن شاء الله تعالى.. والسلام.

بشير حسين النجفي

النجف الأَشرف