أَئمة جمعة مكتب سماحة المرجع (دام ظله): نُحيي موقف المحكمة الاتحادية بالإبقاء على اجراء الممارسة الديمقراطية في وقتها المحدد, وهذا ما يحقق التداول السلمي للسلطة.. * على المفوضية العليا للانتخابات رعاية الظروف الاقتصادية والجوانب المهمة دون الكمال

أَئمة جمعة مكتب سماحة المرجع (دام ظله): نُحيي موقف المحكمة الاتحادية بالإبقاء على اجراء الممارسة الديمقراطية في وقتها المحدد, وهذا ما يحقق التداول السلمي للسلطة.. * على المفوضية العليا للانتخابات رعاية الظروف الاقتصادية والجوانب المهمة دون الكمال

26/1/2018




حيا وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) من منابر الجمعة في عددٍ من محافظات العراق المحكمة الإِتحاية العليا في العراق لاستجابتها لعدم مخالفة التوقيتات الدستورية للتداول السلمي للسلطات، وذلك بالإِبقاء على الممارسات الديمقراطية في وقتها المحدد، مؤكدين أَهمية استقلال القضاء العراقي، وداعين لهم بأن يوفقهم الله في أَداء مهامهم الدستورية بإِخلاصٍ ومهنية عالية.

إلى ذلك أَكد أَصحاب السماحة والفضيلة أن على المفوضية العليا للانتخابات رعاية الظروف الاقتصادية والجوانب المهمة دون الكمالية أَو الفائضة، مقدمين خلال خطبة صلاة الجمعة العبادية الأَوّلى العديد من المفاهيم العبادية والروحية لدى الفرد، للارتقاء بجميع جوانب حياته، وذلك استشفافا من المحطات المقدسة من المراقد الطاهرة والمناسبات التشريعية للرقي الذاتي والنفسي لدى مجتمعنا، وفيما يأتي ملخص لما تناوله أَئمة جمعة مكتب سماحة المرجع (دام ظله):

السلام عليكم ورحمة وبركاته..

*_ روي عن المولى أَمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وقد رجع من صفين، فأَشرف على القبور بظاهر الكوفة فقال:-  يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ وَالْمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ وَالْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ، يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ ( متقدم ) سَابِقٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ.

أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَأَمَّا الأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، وَأَمَّا الأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ.

هذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ ثم التفت إِلى أَصحابه فقال: أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلاَمِ لأَخْبَرُوكُمْ أَنَّ: (خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)..

*_ الحث والترغيب من الشارع المقدس على زيارة القبور فإنها تذكر الآخرة؛ لأن الإِنسان حينما يقف على مشارف المقبرة ويرى الموتى وهم ما بين ملك وفقير وبائس ووزير يدرك أَن لا قيمة لهذه الحياة إِلا بما يقدمه الإِنسان لنفسه في يوم فقره وفاقته.

* _ النعم لا تعد حتى تفقد، فالإنسان ما دام يتنعم بالعافية لا يشعر بقيمة العافية كما أَن السمكة في الماء تقول أَين الماء فإذا اخرجت من الماء قالت أعيدوني للماء.

فكذلك الانسان ما دام حياً لا يشعر بقيمة الحياة ولا يستثمرها في وجهها الصحيح حتى يفقدها ويلتحق بالعالم الآخر ولات ساعة مندم وصدق من قال: (الناس نيام إِذا ماتوا انتبهوا).

* _ تتحدَّث الروايات الواردة عن أهل بيت النبوّة (عليهم السلام) عن أحد موقفين لا بدّ وأن يمرّ بهما الإنسان في لحظات معاينة ملك الموت، صورة حسنة جميلة وصورة قبيحة مؤلِمَة، واختيار أيّ الصورتين هو بيد هذا الإنسان ، فهو الذي يحدِّد الصورة التي يرغب أن يتلقَّاه ملك الموت بها.

* الأوّلى:- موت المؤمن قال تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، تتحدَّث الآية عن صورة الملائكة التي يُوكَل إليها قبض روح الإنسان المؤمن، فتدخل الملائكة الموكَلة بقبض الروح وهي أعوان ملك الموت، فتبدأ على الإنسان بالسلام، وسلام الملائكة طمأنينة لهذا الإنسان، وتبشيراً له بالجنَّة.

* _ الصورة الثانية: موت غير المؤمن قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ)، إنَّها صورة بشعة تتلقَّى فيها الملائكة الكافر والعاصي، عندما تقوم بقبض روحه، إنَّها تقوم بضربه من كلِّ جانب، فهي تضربه من وجهه، فإذا أراد الهروب بدأت بضربه على دابره ، ونستجير بالله من ذلك.

* _التولي والتبري مفتاح الاختيار فعليه إِذا كان اختيار الإنسان هو المعيار في تحديد واحدة من هاتين الصورتين، فما هو طريق الاختيار؟ تتحدَّث العديد من الروايات أنَّ المعيار في ذلك هو من يتولاّه هذا الإنسان، فإن كان موالياً لأولياء الله، استقبله ملك الموت بصورة حسنة، وإن كان موالياً لأعداء الله، استقبله ملك الموت بصورة بشعة قبيحة. والتولي هنا بمعنى الطاعة؛ فعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: "ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته، ثمّ قال: إنّ الله تبارك وتعالى يقول: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا)".

 

* _وفي عصر الغيبة، فقد نصَّب الأئمّة (عليهم السلام) الفقهاء من بعدهم نوّاباً لهم، فطاعة الفقهاء هي من طاعة الأئمّة (عليهم السلام)، فقد ورد في الرواية عن الإمام صاحب العصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف): "وأمَّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله".

فالإنسان الذي يعيش مسؤوليّة العمل بالتكليف الإلهيّ، ويحمل همّ النجاة في يوم القيامة، عليه أن يُظهر ذلك في سلوكه بالتزامه بطاعتهم، وأن يعلم أنّه بذلك يصل إلى رضا صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

  _نُحيي موقف المحكمة الاتحادية بالاستجابة إِلى مطالبتها بعدم مخالفة الدستور والإبقاء على اجراء الممارسة الديمقراطية في وقتها المحدد؛ وهذا ما يحقق التداول السلمي للسلطة، مع التأكيد على رعاية ناحية الظروف الاقتصادية فيما يخصص لمفوضية الانتخابات ورعاية الجوانب المهمة دون الكمالية أَو الفائضة، وفِي الوقت الذي نحيي فيه القضاء العادل المستقل، نسأَل الله لهم أَن يوفقهم في أَداء مهامهم الدستورية بإخلاص ومهنية، والله الموفق والمسدد للصواب