أَئمة منابر الجمعة من وكلاء ومعتمدي سماحة المرجع (دام ظله): يشددون على الدولة العراقية أَخذ التدابير الكافية لحل أَزمة الجفاف المقبلة على العراق.

أَئمة منابر الجمعة من وكلاء ومعتمدي سماحة المرجع (دام ظله): يشددون على الدولة العراقية أَخذ التدابير الكافية لحل أَزمة الجفاف المقبلة على العراق.

2/2/2018




نبَّه وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) من خلال منابر الجمعة المباركة لأَهمية أَن تقوم الدولة العراقية بمهامها الملقاة الواجبة عليها والتي تخص موسم الجفاف المقبل على العراق، وسط استمرار تركيا ببناء السدود، وانعدام التدابر الكافية لمعالجة أَزمات المياه المتوقعة في الصيف المقبل.

أَصحاب السماحة والفضيلة أَعربوا عن قلقهم من شحة نزول المطر في المنطقة التي ينبع ويمر بها نهراً دجلة والفرات عموماً، والعراق خصوصاً ناهيك عن استمرار تركيا ببناء السدود لمؤشرات تنذر بصيف جاف حار، ستكون مردوداتها هلاك الزرع والحرث.

ومشددين على الحكومة العراقية أَخذ التدابير اللازمة سواء على صعيد السياسة الخارجية أَو على صعيد تقنين صرف المياه وطرق الري والسعي لبناء السدود والأَحواض الخازنة للمياه.

داعين المؤمنين للإكثار من الاستغفار للباري (عز وجل) والتضرع؛ لنزول الغيث مصداقاً للآية الشريفة (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً).

إِلى ذلك استعرضوا جوانب من السيرة الخالدة للسيدة الزهراء (عليها السلام)، وفيما يأتي جوانب من خطبهم المباركة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

*_ عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة: إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)...

* _ إنّ حياة الصديقة الزهراء (عليها السلام)  لتعدّ صفحة خالدة على طول التاريخ، نقرأ فيها الذروة العليا من مبادئ العفة والطهارة والاستقامة والعظمة والعبادة وكل خلق حسن، ما لا يمكن لأَيّ أُنثى في صفحات الوجود أن تبلغه..! كيف لا؟ وقد ربَّتها يد العناية الإلهية واعدتها لذلك.

 *_ تجلّت تلك العناية في الخصائص الفريدة التي تحلّت بها الزهراء (عليها السلام)، فكانت سيدة النساء وأفضلهن في العلم والأدب والفصاحة والبيان والخلق الرفيع والعبادة ومكارم الأخلاق.

حتى قالت عائشة: ما رأيت قطّ أفضل من فاطمة غير أبيها (صلى الله عليه وآله).

ولم تنل فاطمة  (عليها السلام) مرتبة السيادة السامية؛ لأنها بنت الرسول (صلى الله عليه وآله) وحسب، ولكن الله تعالى اختارها وفضّلها على نساء العالمين، وأكرمها بما جاء على لسان الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى من الأحاديث الجمّة ومنها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأُمّة، وسيدة نساء المؤمنين».

بل لأنها أجهدت نفسها في مرضاة الله (عزّ وجلّ) واستحقّت شرف الحصول على هذه المرتبة بفضل زهدها وإخلاصها ويقينها وعبادتها وإنفاقها وجهادها وصبرها وتحملها في سبيل الله، فكانت رمزاً وقدوة للمرأة في المجتمع الإسلامي.

ومن هنا حظيت بمناقب فذّة ومزايا عجيبة، فكان زواجها بأمر الله تعالى، وكانت من الخمسة أهل الكساء عترة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وفرض مودتهم على جميع الخلق، وأوجب التمسك بهم والاقتداء بهديهم بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، واختصها الله تعالى بقوله في آية المباهلة: (وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ) فتفرّدت بنيل ذلك الشرف من دون نساء الأُمّة، وجعل الله تعالى في نسلها الذرية الطاهرة من آل الرسول (صلى الله عليه وآله) وفي ذلك شرف لا يضاهى وفضل لا يدانى.

 * _ إِذا كان غضبها موافقاً لغضب الله (عز وجل) في جميع الأحوال وكذلك رضاها، فهذا يعني أن رضاها وغضبها يوافق الموازين الشرعية في جميع الأحوال، وأنها لا تعدو الحق في حالتي الغضب والرضا، وفي ذلك دليل ساطع على عصمتها (عليها السلام) يضاف إِلى آية التطهير.

* _ الحديث عّن مظلومية الزهراء (عليها السلام) من نافلة القول فهناك روايات كثيرة واردة عن المعصومين، تصرح بمظلومية الزهراء (عليها السلام) في ما يرتبط بالهجوم على بيتها، وقصد إحراقه، بل ومباشرة الإحراق بالفعل، ثم ضربها، وإسقاط جنينها، وسائر ما جرى عليها في هذا الهجوم، وهي روايات متواترة، حتى لو لم يضم إليها ما رواه الآخرون، وما أثبته المؤرخون.. وغيرهم، وهو أيضاً كثير وكثير جداً، بل ومتواتر أيضا ومنه أَنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أَقبل على ابنته (عليها السلام)، فقال: (إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة، وسترين بعدي ظلماً وغيظاً، حتى تُضربي، ويكسر ضلع من أضلاعك، لعن الله قاتلك).

فأنا لله وإِنا إِليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أَي منقلب ينقلبون.