من خلال منبر الجمعة، وكلاء مكتب سماحة المرجع: السبيل الوحيد للتغير المنشود أن لا يدع المواطن غيره مقرراً لمصيره.

من خلال منبر الجمعة، وكلاء مكتب سماحة المرجع: السبيل الوحيد للتغير المنشود أن لا يدع المواطن غيره مقرراً لمصيره.

4/5/2018




* ينبغي على الناخب أن يضع الكفاءة والعبور على الطائفية والقومية والحزبية والعشائرية ضمن أهم خياراته.


أَكد وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) ممن ارتقى سلم منبر الجمعة على أهمية المشاركة في الانتخابات التشريعية، والدقة في اختيار المرشحين العاملين على إِنهاء حل مشكلة الفساد المالي والإِداري والتردي الأمني والخدمي.

هذا وشدَّد أصحاب السماحة والفضيلة على أهمية أن تكون خيارات الناخب عابرة للطائفية والقومية والحزبية والمناطقية والعشائرية، معتمدين الكفاءة والنزاهة، فهو السبيل الوحيد للتغير المنشود، ومعبرين عن أهمية أن لا يدع المواطن غيره مقرراً لمصيره.

كما وقدمت خلال خطب الجمعة العديد من النصائح والتوجيهات من خلال خطب المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) وباقي أَئمة أهل بيت النبي الأَعظم (صلى الله عليه وآله) وفيما يأتي وقفات عند بعض ما قدمت من خطب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

*_ روي من خطبة لمولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه):- (اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ عَلَيْكُمْ رَصَداً مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَعُيُوناً مِنْ جَوَارِحِكُمْ وَحُفَّاظَ صِدْقٍ يَحْفَظُونَ أَعْمَالَكُمْ وَعَدَدَ أَنْفَاسِكُمْ لاَ تَسْتُرُكُمْ مِنْهُمْ ظُلْمَةُ لَيْلٍ دَاجٍ وَلاَ يُكِنُّكُمْ مِنْهُمْ بَابٌ ذُو رِتَاجٍ وَإِنَّ غَداً مِنَ الْيَوْمِ قَرِيبٌ؛ يَذْهَبُ الْيَوْمُ بِمَا فِيهِ وَيَجِي‏ءُ الْغَدُ لاَحِقاً بِهِ فَكَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْكُمْ قَدْ بَلَغَ مِنَ الأَرْضِ مَنْزِلَ وَحْدَتِهِ وَمَخَطَّ حُفْرَتِهِ فَيَا لَهُ مِنْ بَيْتِ وَحْدَةٍ وَمَنْزِلِ وَحْشَةٍ وَمُفْرَدِ غُرْبَةٍ وَكَأَنَّ الصَّيْحَةَ قَدْ أَتَتْكُمْ وَالسَّاعَةَ قَدْ غَشِيَتْكُمْ وَبَرَزْتُمْ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ قَدْ زَاحَتْ عَنْكُمُ الأَبَاطِيلُ وَاضْمَحَلَّتْ عَنْكُمُ الْعِلَلُ وَاسْتَحَقَّتْ بِكُمُ الْحَقَائِقُ وَصَدَرَتْ بِكُمُ الأُمُورُ مَصَادِرَهَا فَاتَّعِظُوا بِالْعِبَرِ وَاعْتَبِرُوا بِالْغِيَرِ وَانْتَفِعُوا بِالنُّذُرِ).

* _ إن ما يحتاج إليه أي قانون حتى يثمر ويصل الناس إلى الغرض الرئيسي من إقراره هو الرقابة على من يتخلّف عن القانون لمعاقبته، وعنصر الرقابة هذا في القوانين الموضوعة من قبل البشر يكون ضعيفاً؛ لأن الرقابة تكون بشرية، وهي مما يمكن أن يتم اختراقها من جهات عدّة، فينجو المجرم من العقاب فيها.

ولكن القانون الإلهي المنزل للبشرية يتمتع بالرقابة الإلهية، وهذه الرقابة تملك صفاتً خاصةً لا ينالها أي قانون آخر.

*_ مشهد غير مألوف ولا معروف في هذه الدنيا؛ أعضاء الإنسان تتكلّم، وتمتثل الأمر الإلهي؛ فتشهد على الإنسان بما فعل، كيف وهي التي كانت إرادة الإنسان تحرّكها لترتكب الذنب؟ فهي أعرف ما يكون بما فعل الإنسان.

ويتّجه الإنسان باللوم عليها، يظنّ أنّها تقف إلى جانبه لتدفع عنه، أو تكون شهادتها شهادة زور، ولكنّه لا يعلم أنّها مطيعة لخالقها، مع كونه قادراً على التحكّم بها في هذه الدنيا؛ فإذا جاء يوم القيامة كان لها حرّيّة التصرّف؛ فامتثلت أمر الله.

روي عن الإمام علي (عليه السلام): " (خُتِمَ على الأفواه فلا تكلّم، وقد تكلّمت الأيدي وشهدت الأرجل، ونطقت الجلود؛ بما عملوا، فلا يكتمون الله حديثاً).

وهذه الصورة، إذا كانت حاضرة عند الإنسان في هذه الدنيا؛ فإنّه لن يُقدِمَ على ارتكاب الذنب؛ لخشيته من هذا الموقف.

* _ من المهام التي أوكلها الله للملائكة حفظ أعمال العباد؛ ليكونوا شهوداً عليه في محكمة العدل الإلهي في يوم القيامة. قال تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، فهؤلاء شهود محيطون بكلّ شيء، ولذا، كان على الإنسان، الذي يظنّ أنّه يتمكّن من ارتكاب المعصية في الخفاء، أن يستحي من الملكين اللّذين يراقبان ما يقوم به حتى في الخفاء، وهذا الحياء إذا وُجِدَ عند الإنسان؛ منعه من ارتكاب الذنب:

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) ـ لمّا سأله زنديق عن علّة الملائكة المُوكَلين؛ والله عالم السرّ، وما هو أخفى! قال ـ: (استعبدهم بذلك، وجعلهم شهوداً على خلقه؛ ليكون العباد لملازمتهم إيّاهم أشدّ على طاعة الله مواظبة، وعن معصيته أشدّ انقباضاً، وكم من عبد يهمّ بمعصية، فذكر مكانهما؛ فارعوى وكفّ، فيقول: ربّي يراني وحفظتي عليّ بذلك تشهد، وإنّ الله برأفته ولطفه أيضاً وكّلهم بعباده).

 

* _ أَعظم رقابة على الإِنسان وأعظم من  الجوارح والحفظة هي رقابة الذي لا يخفى عليه شيء في الأَرض ولا في السماء وهو (الله تعالى)، فكلّما كان الشاهد أقرب؛ كلّما كان أعرف وأكثر علماً. والله (عزّ وجلّ) هو أقرب ما يكون إلى العباد؛ ولذا كانت الرقابة الإلهية تامّة، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)، وهذا الشاهد على كلّ شيء هو الحاكم في يوم القيامة؛ ولذا كان لا بدّ من توقّي الوقوع في المعصية.

* روي عن الإمام علي (عليه السلام): (اتّقوا معاصي الله في الخلوات؛ فإنّ الشاهد هو الحاكم)، ومن استشعر الرقابة الإلهية، امتنع من ارتكاب الذنب أولاً، وبادر عند الزلل إلى التوبة:

* روي عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله (عزّ وجلّ)، لم يطّلع على ذلك الذنب غيره)، حيث إنّ الرحمة الإلهية قد تقضي بإخفاء شيء على الملكين؛ لأنّ الله يعلم أنّ الذنب من العبد كان زلّة، وأنّه سيمحوها بالتوبة، ومن هنا، تظهر أهمّيّة أن يُراقب الإنسان نفسه؛ فإنّه بذلك يقي نفسه من الوقوف موقفاً لا يحبّه أحد من الناس في يوم القيامة، حيث تكون الفضيحة على رؤوس الأشهاد ولهذا روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عوّدوا قلوبكم الترق).

*_ (وأكثروا التفكّر والاعتبار)، فعلينا أَن نستشعر رقابة الله تعالى في كل حركة وسكنة.

كانت وما زالت المرجعية الدينية في النجف الأشرف تحث عموم المواطنين العراقيين في الداخل والخارج على ضرورة المشاركة في الانتخابات التشريعية واختيار من يمثلها لإِنهاء مشكلة تردي الخدمات والأَمن وتفشي الفساد المالي والإِداري في دوائر الدولة ومؤسساتها، وهذا يتأتى من خلال الاختيار الصائب المدروس الذي يكون عابراً للطائفية والقومية والحزبية والمناطقية والعشائرية من خلال اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة، وهذا هو الكفيل بأحداث التغيير الذي ينشده العراقيون بعد عدم رضاهم عن أَداء الحكومات السابقة والحالية وما زال وضع البلد من فشل إِلى فشل ومن انتكاسة إلى أخرى ومن فساد إِلى أخر نجد أَن الأموال تنهب والأرواح تزهق وتغييب الخدمات من البنى التحتية والصحية وتعثر التعليم والملاحظات الكثيرة على مناهجه، والحل بضرورة المشاركة الفاعلة وإِحداث التغيير وكل شي بيد المواطن والصندوق هو الحكم ولا تدع غيرك يقرر لك مصيرك.

نسال الله تعالى الخير والسداد لهذا البلد العظيم.