من خلال مهرجان جبلة، ممثل سماحة المرجع: * التحرر لا يكون بالتنصل عن قيم وتأريخ حضارة عظيمة ترعرعت فيها كُل العلوم واحتضنت كُل الديانات.

من خلال مهرجان جبلة، ممثل سماحة المرجع: * التحرر لا يكون بالتنصل عن قيم وتأريخ حضارة عظيمة ترعرعت فيها كُل العلوم واحتضنت كُل الديانات.

14/2/2019




بحضور ومشاركة ممثل سماحة المرجع (دام ظله) ومدير مكتبه سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأَييده) أَقام منتدى الإِمام الحسين (عليه السلام) الثقافي/ مهرجانه السنوي الثاني في محافظة بابل/ قضاء جبلة/ حسينية أَهل البيت (عليهم السلام).

المهرجان أُقيم برعاية العتبة الحسينية المقدسة، وتحت عنوان: (فاطمة غرس النبوة وشجرة الإِمامة).

سماحة الشيخ النجفي قدّم تعازيه بمناسبة شهادة بضعة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لكل المؤمنين المشاركين في هذا المهرجان، حاملاً سلام وتحايا واحترام ودعاء سماحة المرجع (دام ظله)، منطلقاً بقوله تعالى: (مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ)، مقدّماً شرحاً عن السنن التاريخية والاجتماعية المنقلبة على أَي نظام قائم حاكم عليها، وفي هذا الصدد قدّم شرحاً عن الانقلاب الذي حل بأُمة محمد (صلى الله عليه وآله) ليعقبه بعد رحيله الأَعظم من ظلامات وانحرافات وتجاوز على أَهل بيته الأطهار (صلوات الله عليه).

كما وأَكد أن هذه المحافل هي إِعلان وتأكيد وتشديد على انتمائنا وإِصرارنا على نهج مدرسة أَهل بيت النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ومشيراً لأهمية استمرارها ومشيداً بأَصالة وعراقة أبناء العراق في تمسكهم بخط النبوة، ومقدمة رسالته في هذا الصدد لولا منبر وشعائر الإِمام الحسين (عليه السلام) وتمسكنا بهذا المبدأ الكريم لما أبيضت وجوهنا ولما انتصرنا وانتفضنا لنحرر أرضنا ونصون مقدساته وعرضه.

إِلى ذلك أعرب سماحته أن هويتنا هي كرامتنا وعزّتنا، ومن حقنا أن نعتز بهويتنا (العراق) وهي أول وأَعزّ وأعلى وأَشرف وأنبل هوية في الدنيا، كيف لا وهو بلد الأنبياء والأَولياء والحضارات؟ هويتنا لا مثيل لها.. ومن المؤلم أن نجد العديد ممن لا هدف له باحثاً عن ثقافات بعيدة لا تحمل بين طياتها أي هدف سامٍ كما هو في ثقافتنا وحضارتنا، فلِم نجد ما يسمى بعيد الحب يحتفل به في تأريخ من حادثة تشوفه الرفض حتى لدى العالم المسيحي، والحال أن لدينا مناسبات وأوقات أعظم وأَشرف وأجل من هذه الأوقات بكثير، فلِم لا نجعل زواج الإِمام علي (عليه السلام) من سيدة نساء الأرض فاطمة الزهراء (عليها السلام) شعاراً للحب وبناء الأُسرة؟

سماحته أَكدّ أن التحرر لا يكون بالتنصل عن قيم وتأريخ وحضارة عظيمة ترعرعت فيها كُل العلوم واحتضنت كُل الديانات، وعلينا أَن نتصدى وندافع عنها تجاه أَي مدّ يريد أن ينال منا، فنحن أمام مسؤولية كبيرة، فلا قيمة لأُمة تتنصل عن تاريخها وماضيها، وقد تقدم أَئمتنا ومن قبلهم الأنبياء والرسل التضحيات تلو التضحيات لأجل هذه التربة وهذا البلد، وعلينا أن نحافظ عليه وعلى تأريخه.

وفي السياق ذاته تشرف سماحة الشيخ النجفي بزيارة مقام نبي إبراهيم (عليه السلام)، كما وقد تفقد مؤسسة كافل اليتيم الخيرية مطلعاً على أهم نشاطات المؤسسة، ومؤكداً أهمية حماية ورعاية هذه الشريحة المهمة من أبناء المجتمع لاسيما أبناء الشهداء منهم.