من منبر الجمعة وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع: يحذرون من التسقيط السياسي الاِنتخابي، ويدعون لتنافسٍ شريف بعيداً عن الوعود الزائفة.

من منبر الجمعة وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع: يحذرون من التسقيط السياسي الاِنتخابي، ويدعون لتنافسٍ شريف بعيداً عن الوعود الزائفة.

2/3/2018




استنكر وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المراجع (دام ظله) من خلال منابر الجمعة أَساليب التسقيط السياسي الانتخابي عن طريق وسائل عدّة بما فيها الجيوش الالكترونية، مما يؤدي لخلق حالات الضجر والعزوف وكره الناس للطبقة السياسية بصورة عامة، وبالتالي إِضعاف الثقة الجماهيرية في أَصل العملية السياسية؛ ليؤكد أصحاب السماحة والفضيلة بالقول: "نشاهد في هذه الأيام استغلال أصحاب النفوس الضعيفة ـ من بعض الساسة الذين كانوا السبب في هذا الضجر والعزوف وكره الناس للطبقة السياسية ـ هذا الوضع باستخدام الجيوش الالكترونية  لإسقاط الآخرين ومن ذلك الإتيان بتسجيلات قديمة قيلت في ظروف خاصة وأزمنة انتهت لترويجها من جديد فعلى المؤمنين الحذر"، ليشددوا على أَهمية التنافس الشريف والابتعاد عن الوعود الخدمية الزائفة.

كما ووجه أَصحاب السماحة والفضيلة إِلى أهمية الإِعداد الاجتماعي النابع من التغيير الذاتي للوصول بالنتائج السياسية الجديرة بتغيير المشهد العراقي نحو الأَحسن، معربين في ذلك بالقول: "مع قرب التنافس الانتخابي نؤكد على أَن هذه الانتخابات ستكون مفصلية في تحديد وجهة الدولة، فإذا أراد الشعب فله الكلمة، وهو من يغير وإصبعه من تنفذ، لقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

إِلى ذلك أوصى خطباء منبر الجمعة جميع موظفي الدولة العراقية بأهمية أداء أَعمالهم بكل إِخلاص وتفانٍ، محترمين الوقت في العمل، والحرص على حُسن المعاملة مع المراجعين، لينالوا أجر صانعي المعروف، وخير الدنيا لهم ولمجتمعهم.

وفيما يأتي نجمل أهم ما جاء في خطب أَئمة الجمعة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في الرواية عن أَبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه):- (صنائع المعروف تقي مصارع السوء).

* _جرت سُنة الله تبارك وتعالى في البشر أن جعل بعضهم لبعضٍ مُسخراً محتاجاً، لا تتم لهم سعادتهم إلا بالتعاون والتواصل، ولا تستقر حياتهم إلا بالتعاطف وإفشاء المودة، يرفق القويُّ بالضعيف، ويُحسن المكثر على المقلِّ. ولا يكون الشقاء ولا يحيق البلاء إلا حين يفشو في الناس التقاطع والتدابر، ولا يعرفون إلا أنفسهم، ولا يعترفون لغيرهم بحق.

*_ صنائع:- جمع صنيعة وهي ما يفعله الإِنسان من خير أَو شر والمراد هنا (صنائع الخير).

المعروف:- كلمة جامعة تجمع بذل الخير والإِحسان للناس بالقول أَو الفعل، كبر المعروف أَو صغر ، قل أَو كثر ولا ينبغي لمؤمن أَن يترك بذل الخير والإِحسان ولو كان قليلاً فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.  فالمؤمن مطالب بصنع المعروف في كل يوم بأي صورة من صور صنيعته.

تقي مصارع السوء:- أَي تحمي صاحبها من الخاتمة القبيحة السيئة وتدفع عن صاحبها الشرور والنوازل والنكبات.

* _ أبواب المعروف كثيرة وحوائج الناس متنوعة منها إِطعام جائع، كسوة عارٍ ، عيادة مريض، تعليم جاهل، انظار معسر.

وقد يكون المعروف أَن تطرد عن أَخيك هماً أَو تكفل يتيماً أَو تسعى على أَرملة أَو تشفع لمحتاج أَو تسعى في حاجة مؤمن  أَو ترفع أذىً عن الناس أَو في طريقهم أَو بإصلاح بين الناس (فتحقن بذلك دماً وترد به حقاً لأصحابه وتنصر مظلوماً)، أَو سروراً تدخله على أَخيك أَو ديناً تقضيه عنه.

* _توصيتنا لكل الموظفين:- الموظف الذي يؤدي عمله بأمانة وإِخلاص محترماً لوقت العمل كاملاً ويحرص على حسن المعاملة مع المراجعين والتلطف معهم وانجاز معاملاتهم بأسرع وقت وعدم تعطيلهم فهذا بالإضافة إلى وظيفته فهو صنيع معروف يؤجر عليه.

* _ من صنائع المعروف الصبر على الناس فالعالم يصبر على من يستفتيه الموظف يصبر على مراجعيه الباذل الكريم يصبر على سائليه الداعية يصبر على ما يلاقيه صاحب الجاه يصبر على طالبيه.

كم من عمل قام به المرء لا يلقي له بالاً دفع عنه مصائب وشرور لم تكن بالحسبان، وكم من إنسان حفظ الله ماله من الضياع والسرقة والتلف بسبب إحسانه إِلى الناس، وكم من إنسان نجاه الله تعالى من الحوادث المميتة بسبب معروفه إِلى الناس، وكم من إنسان حفظ الله أولاده واهله من المهلكات بسبب صلاحه.

* _هذه دعوة لنا جميعاً إِلى التعاون والتبادل والإِحسان والبر وصنع المعروف كل واحد بما يستطيع فأبواب المعروف كثيرة سهلة ميسورة وأوقات الفراغ عندنا كثيرة فلا تحرم نفسك من الخير ولا تحرم نفسك من المعروف فان ألله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..

 

* _ أعظم الله أَجورنا وأجوركم بذكرى وفاة السيدة الجليلة أم البنين (عليها السلام) أم العباس (عليه السلام) وإخوته، حيث لم يعرف التّاريخ أن امرأة تخلص لأبناء زوجها وتقدّمهم على أبنائها وتضحي بأولادها کقرابين  للذب عن أبناء زوجها سوى هذه السّيّدة الزّكيّة، فقد كانت ترى ذلك واجباًُ دينياً حيث الله أمر بمودّة السبطين في كتابه الكريم، وهما وديعة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وريحانتاه، وقد عرفت أُمّ البنين ذلك فوفت بحقّهما وقامت بخدمتهما خير قيام، فلله درها وعلى الله أجرها.

*_ مع قرب التنافس الانتخابي نؤكد على أَن هذه الانتخابات؛ ستكون مفصلية في تحديد وجهة الدولة، فإذا أراد الشعب فله الكلمة، وهو من يغير وإصبعه من ينفذ، لقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، ونشاهد في هذه الأيام استغلال أصحاب النفوس الضعيفة ـ من بعض الساسة الذين كانوا السبب في هذا الضجر والعزوف وكره الناس للطبقة السياسية ـ هذا الوضع باستخدام الجيوش الالكترونية؛ لتسقيط الآخرين ومن ذلك الإتيان بتسجيلات قديمة قيلت في ظروف خاصة وأزمنة انتهت فعلى المؤمنين الحذر، فانه سلاح فعال في المجتمعات الشعبية والبسيطة في حياتها والتي تتأثر بالشائعة والعواطف في إطلاق أحكامها، مما يتطلب زيادة الوعي لدى الناس، من خلال القانون والعرف والدين والمؤسسات العلمية والتعليمية التي تمارس دوراً كبيراً في توضيح الأمور والتصدي للتسقيط السياسي والديني الذي يستهدف رموزاً وقادة، وأَن أي جهة تمارس التسقيط دليل على فسادها وعدم وجود كوابح أخلاقية وان أسلوبها وسلاحها التسقيطي من اجل الوصول إِلى السلطة وليس لمصلحة المواطن  بغض النظر عن الطرق المستخدمة،  فهل سألنا أنفسنا لماذا تتزامن هذه الاستهدافات وتكشف هذه الأمور وتزيد مع قرب موعد الانتخابات..؟!.

نؤكد على التنافس الشريف بالبرامج الانتخابية والابتعاد عّن الوعود الخدمية التي ليست من صلاحيات البرلماني التشريعية والرقابية، ونسال الله تعالى الصلاح والفلاح لهذا الشعب العزيز.