من خلال منبر الجمعة، وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع:

من خلال منبر الجمعة، وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع:

11/5/2018




ننصح الناخبين على المشاركة لانتخاب الأَصلح وفق المعايير الصحيحة؛ لتغيير الوضع في البلاد نحو الأفضل.

واصل وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) حثهم المواطنين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية، مؤكدين على المعايير الصحيحة للتغير في البلاد بانتخاب الأصلح فالأصلح.

يأتي ذلك من خلال منابر خطباء ومنابر الجمعة، ليشيروا إِلى أن مجلس النواب  من مهامه التشريع والحفظ والرقابة, والسعي للإصلاح والمتابعة, فما أشد حاجته لهذين الوصفين العظيمين (الكفاءة والأَمانة) أَو قل (التخصص والنزاهة)، بحسب وصف أصحاب السماحة والفضيلة ليحذروا من أن تلقى اللائمة عليهم فيما بعد في أداء أعمالهم إِذا ما حصل الخطأ في الأختيار عند التصويت، ومشيرين لأهمية عدم تغلبه العاطفة أو حب المنفعة والشهرة والمصلحة الشخصية والحزبية.

هذا وقدمت من خلال منابر الجمعة العديد من النصائح والتوجيهات وفيما يأتي قطوفاً منها:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

*_  ومن خطبة لأمير المؤمنين (صلوات الله عليه):- (اتَّقُوا اللهَ فِي عِبَادِهِ وَبِلاَدِهِ، فَإنَّكُمْ مَسْؤُولُونَ حَتَّى عَنِ الْبِقَاعِ وَالْبَهَائِمِ، أَطِيعُوا اللهَ وَلاَ تَعْصُوهُ، وَإِذَا رَأَيْتُمُ الْخَيْرَ فَخُذُوا بِهِ، وَإذَا رَأَيْتُمُ الشَّرَّ فَأَعْرِضُوا عَنْهُ).

* _ اتقوا الله عباد الله, واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون, اجعلوا التقوى لكم شعاراً ودثاراً, وتلبسوا بها ليلاً ونهاراً, جهراً وإسراراً, اجعلوها لتصرفاتكم حكماً, ولآرائكم منهجاً وسلماً, ولحياتكم كلها مرجعاً ومناراً.

*_ لقد أمرنا الله بالسعي والعمل, وحثنا على الجد والاجتهاد والإنتاج وترك التواكل والتسويف والكسل. كل ذلك لنعمر الحياة بطاعته, ونصلح أمورها ونضبط شؤونها تحقيقا لعبادته, وقياماً بما حملنا من مسؤوليته وأمانته, وكلفنا بأوامره وخلافته.

فكان لابد أن نتخلص من الغثائية واللامبالاة ونساهم في صنع القرار وبناء الحياة وضبط النظام، فيكون لكل واحد منا وجوده وحضوره, وإظهار أثره وتأثيره في أي فرصة تتاح له أو مناسبة تعرض أمامه, فتتظافر جهود الجميع, حكاماً ومحكومين, أفراداً ومسؤولين؛ لإقامة المجتمع الآمن والوطن المستقر والبلد المتطور.

* _ لا يشك عاقل أن أخذ الرأي والإدلاء بالصوت في الانتخابات من أكبر الأمانات, وأعظم المسؤوليات التي سيحاسب عليها العبد أمام الله ـ تعالى ـ, ثم أمام المجتمع الذي يقوى ويصفو بقوة أمانة أفراده, ويترابط ويزكو باستشعارهم بواجبهم تجاهه, وإنه بغض النظر عن الدور الذي سيقوم به المرشح بعد الترشيح, وبصرف النظر عن صلاحياته وتمكينه في البناء والإصلاح إلا أنه يبقى صوتك وإعطاء صوتك أمانة ومسؤولية, فلا تضيعها أو تتهاون بها على حساب خدمة وطنك ومجتمعك، فليتق الله الناخب, فلا يرشح إلا من يراه أهلاً لذلك من حيث صلاحه وأمانته، ومن حيث فهمه وقدرته وكفاءته.

*_ نذكر آيتين في القرآن الكريم تُحدّد صفات ينبغي أن يتحلى بها المرشح المناسب الذي تبرأ به الذمة, وتقوم به الحجة:-

أولهما: ما ذكره الله عن نبيه يوسف (عليه السلام) عندما قال للملك: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).

 

نلاحظ أنّ يوسف (عليه السلام) يخاطب الملك ويقول له: (إنّي حفيظ عليم) وهذه إشارة إلى أهميّة عنصر الإدارة إلى جانب عنصر الأمانة وأنّ توفّر عنصر الأمانة والتقوى فقط في شخص لا يؤهّله لأنّ يتصدّى لأحد المناصب الاجتماعية الحسّاسة، بل لابدّ من اجتماع ذلك العامل مع العلم والتخصّص والقدرة على الإدارة، لكونه قرن الـ(عليم) مع الـ(حفيظ) وكثيراً ما نشاهد الأضرار الناتجة عن سوء الإدارة لا تقلّ بل تزيد على الخسائر الناتجة عن الخيانة!.

فهذه التعليمات الإسلامية صريحة في أهميّة جانب الإدارة والقدرة عليها، ومع ذلك نرى تهاون البعض بهذا الجانب، فالمهمّ لديهم هو نصب الأشخاص الذين يطمئنون إلى تقواهم وأمانتهم لإدارة الأُمور، مع أنّ السيرة النبوية الشريفة (صلى الله عليه وآله وسلم) وكذلك سيرة علي (عليه السلام) ترشدان إلى أنّهما كانا يهتمّان اهتماماً كبيراً بالجانب الإداري والقدرة على الإدارة مع اهتمامهم بأمانة الشخص وسلوكه الحسن.

والثانية: ما قاله الله (عز وجل) عن ابنة نبيه شعيب (عليه السلام) لما قالت لأبيها عن النبي موسى (عليه السلام): (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ).

ـ شرطان أساسيان للإدارة الصحيحة:- في العبارة القصيرة التي وردت في الآيات المتقدمة على لسان بنت شعيب في شأن استئجار موسى، كان من أهم الشروط وأكثرها أصالةً شرطان لخّصا في «القوّة» و«الأمانة».

ومن البديهي أنّ القوّة المذكورة ـ آنفاً ـ ليس المراد منها قوّة الجسم فحسب، بل القدرة على تحمّل المسؤولية أيضاً.

فالطبيب «القوي الأمين» هو الطبيب الذي له معرفة جيدة وكافية في عمله، وله تسلّط عليه أيضاً.

والمدير القوي هو الذي يعرف «أصول الإدارة» ويعرف الأهداف المطلوبة.. وله تسلط في وضع الخطط و«البرامج»، وله سهم وافر في الابتكار وتنظيم الأعمال.. ويعبي القوى في سبيل الوصول للهدف المعين.

وفي الوقت ذاته يكون مشفقاً وناصحاً وأميناً وصادقاً في العمل.

والأشخاص الذين يقنعون في تحمل المسؤولية وجود الأمانة والطهارة فحسب، هم مخطئون بمقدار خطأ من يعتمد على سمة التخصص والعلم فحسب.

فالمتخصصون الخونة والعلماء المنحرفون يضربون ضربتهم كما يضربها المخلصون الذين لاحظ لهم من الإطلاع والمهارة في العمل.

وإذا أردنا أن نخرّب دولة ما فينبغي أن نوكل الأُمور إلى إحدى هاتين الطائفتين.. إلى: 1. مدراء خائنين لـ«الأمانة». وإلى ٢. مخلصين لاحظ لهم من العلم والإدارة ، والنتيجة واحدة.

إنّ منطق الإسلام هو أن يوكل كل عمل إلى شخص قوي أمين مقتدر، ليصل نظام المجتمع إلى الكمال، وإذا ما تأمّلنا في سبب زوال الحكومات في طول التأريخ، وفكّرنا في الأمر، وجدنا العامل الأصلي هو إيكال الأمر إلى إحدى هاتين الطائفتين اللتين تكلمنا عنهما آنفاً.

ومن الطريف أنّ منهج الإسلام في جميع الأُمور أنّه يقرن «العلم مع التقوى» جنباً إلى جنب.

فمرجع التقليد لابدّ أن يكون «مجتهداً عادلاً» والقاضي وكذلك القائد يجب أن يكون «مجتهداً باختصاصه عادلا أمينا »..وبالطبع فإن شروطاً أُخرى ينبغي توفرها أيضاً، ولكن أساس هذه الشروط جميعاً شرطان هما «العلم المقترن بالتقوى والعدل».

*_ نحتاج إلى الحريص على خدمة المجتمع, المتبصر بأحوالهم, المتفرغ لمتابعة حاجاتهم ومتطلباتهم فقد يكون قريبك صالحاً أميناً, لكن هناك من هو أكفؤ منه وأنسب, وأحرص على العمل وإليه أقرب.

* _ لا شك أن مجلس النواب  من مهامه التشريع و الحفظ والرقابة, والسعي للإصلاح والمتابعة, فما أشد حاجته لهذين الوصفين العظيمين (الكفاءة والأَمانة) أًَو قل (التخصص والنزاهة). ولا نلقي باللائمة عليهم فيما بعد في أداء أعمالهم إِذا أَخطانا الاختيار فبعضنا عند التصويت تغلبه العاطفة أو حب المنفعة والشهرة والمصلحة الشخصية والحزبية. ونحذر من ذلك.

وفقنا الله وإِياكم لما فيه الخير والصلاح؟

* _ كنا وما نزال ننصح الناخبين على المشاركة لانتخاب الأَصلح وفق المعايير الصحيحة؛ لتغيير الوضع في البلاد نحو الأفضل ورسم مستقبل مشرق له، ونؤكد على أَن التصويت والمشاركة هو حق لكل عراقي.

نسال الله تعالى التوفيق والتسديد وصلى الله على محمد واله الطاهرين.