بعد أحداث مدينة الصدر، أئمة جمعة مكتب سماحة المرجع:

بعد أحداث مدينة الصدر، أئمة جمعة مكتب سماحة المرجع:

8/6/2018




يجب إِعادة تقييم العمل الاستخباري، وتفعيل الإجراءات الأَمنية للحفاظ على أَرواح وممتلكات المواطنين.

* ضرورة محاسبة أَي قائد أمني أو عسكري يحدث في قاطعة خرق بعد توفر الإمكانيات والدعم اللازم.

أَعرب وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) من خلال خطب الجمعة عن وجوب إعادة تقييم العمل الاستخباري، وتفعيل الإجراءات الأمنية للحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة محاسبة أي قائد أَمني أو عسكري يحدث في قاطعة خرق، لاسيما بعد توفير الإِمكانيات والدعم المناسب له، يأتي ذلك بعد أن قدم أصحاب السماحة والفضيلة عزائم لأبناء مدينة الصدر (قدس) لأحداث أَدت لفقد أرواح بريئة جراء الإِخفاق الأَخير.

إِلى ذلك تابع أَصحاب السماحة والفضيلة ومن خلال خطبتهم الأَوّلى ضرورة استلهام باب التوبة, مقدمين العديد من الوصايا الروحية والأَخلاقية من قبل خير الخليقة الرسول الأَعظم (صلى الله عليه وآله)، مقدمين في هذا الصدد العديد من وصايا خير البرية (صلى الله عليه وآله) وفيما يأتي نصوص مما قدم من على منبر الجمعة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه و آله):- (إِن أَبواب السماء تفتح في أَوّل ليلة من شهر رمضان ولا تغلق إِلى آخر ليلة منه).

*_ أيها المؤمنون أوصيكم ونفسي بتقوى الله ـ تعالى ـ ومراقبتِه في السر والعلانية، فإن تقوى الله (جلّ وعلا) هي خيرُ زادٍ يُبَلِّغُ إلى رضوان الله، وهي وصيةُ الله (جلّ وعلا) للأولين والآخرين من خلقه، وهي وصية النّبي الكريم (صلى الله عليه وآله) لأمّته، وهي وصيةُ المؤمنين فيما بينهم.

* _ لا يخفى على المؤمنين أَعزهم الله تعالى إننا نعيش هذه الأيامَ الأخيرةَ من هذا الشهر العظيم، ونحن جميعًا نعلم أن هذاَ الشهرَ فرصةٌ لا تُعوَّضُ، وقد لا تتكرَّرُ لكثيرٍ من الناس، فكم من الناس قد وافاه الأجل ممن كانوا بيننا العام الماضي والآن فقدناهم، فلا نعلم هل سنبلغه من قابل أَو لا؟ فعلى المرء أَن يعتبره هذا آخر عهده بشهر رمضان، وعليه فهو فرصَةٌ لا تعوَّضُ للتوبة إلى الله (جلّ وعلا) والإنابةِ إليه والإقبالِ على طاعته، والنَّدَمِ على التفريطِ في جَنبِ الله (تبارك وتعالى) فرصَةٌ لا تُعوَّضُ للإنابة إلى الله (جلّ وعلا) والتوبةِ إليه من كل ذنبٍ وخطيئة.

*_ إذا لم يندم العاصي، ولم يتب إلى الله (جلّ وعلا) في هذا الموسمِ الكريم والشهرِ الفضيل، الشهر الذي تُعتَقُ فيه الرقابُ من النار، ويتوب الله (تبارك وتعالى) فيه على من يتوبُ من عباده، في هذا الشهرِ العظيم إذا لم يَتُب العبدُ إلى الله (جلّ وعلا) في هذه الأيام فمتىَ يتوب؟، حيث روي أنه ارتقى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، على المنبر درجة، فقال: ("آمين"، ثم ارتقى الثانية فقال: "آمين"، ثم ارتقى الثالثة فقال: "آمين" ثم استوى فجلس، فقال أصحابه: على ما أمنت؟ فقال: "أتاني جبرائيل، فقال: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة، فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين)، وتأمينه (صلى الله عليه وآله) استجابة للدعاء وهذه خصيصة أخرى، فالنبي (صلى الله عليه وآله) هو أكمل من الملائكة وأعظم خلق الله تعالى، وإذا طلب الملك منه صلى الله عليه وآله أن يؤمن على الدعاء، فمعنى ذلك أنّ من طرد وأبعد عن رحمة الله تعالى صعب عليه أن يرجع إليها، فيكون معنى تأمين النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه من أُبعد فلن يستفيد من بركات هذا الشهر، ولن  يقبل من الله تعالى.

*_ لو تأمَّل كلُّ واحدٍ منَّا في حياته، وما مضى من أيامه، يجد أنه مُقَصِّرٌ في جوانبَ كثيرةٍ، ومخطئٌ في أمورٍ عديدة، ومفرِّطٌ في واجبات عظيمة، فلنتب إلى الله (جلّ وعلا) قبل فوات الأوان، ولنتدارك أيامنا وطاعاتنا لله (جلّ وعلا) قبل أن تَفوتَ على الإنسان الفرصةُ التي يُحقِّقُ فيها ذلك.

*_ أيها المؤمنون إننا أدركنا هذاَ الشهرَ الكريم، وها نحن نعيش أيامَهُ الأخيرةَ، وربما بعضنا لن يدركُ شهر رمضانَ الآخَر؛ فلننتهِزْ ما بقي من أيامِ هذا الشهرِ الكريم في التوبةِ إلى الله، والإنابةِ إليه (جلّ وعلا) والرجوعِ إليه، وإذا كنَّا فرطنَا أو قصَّرنا فيما مضى من أيامِ هذا الشهر، فلنغتنِم ما بقي منه من أيّام قلائل فلننتهز هذه الفرصة، نسال الله (جلّ وعلا) أن يُيَسِّرَ لنا ولكم الخيرَ، وأن يُعينَنَا وإياكم على طاعته، وأن يهديَنا سواء السّبيل، وأن يوفقنا جميعاً؛ للتوبة والإنابة والعمل الصالح أَنه تعالى سميع الدعاء.

*_ ضرورة إعادة تقييم العمل الاستخباري وتفعيل الإجراءات الأَمنية للحفاظ على أَرواح وممتلكات المواطنين وخصوصاً خلال شهر رمضان الكريم وأَيام عيد الفطر المبارك، ولابد من محاسبة أي قائد أمني أو عسكري يحدث في قاطعه خرق بعد توفير الإمكانيات والدعم اللازم، كما نؤكد أَن التراخي الأمني مع الخلايا النائمة يعطيها الفرصة لإعادة تنظيم صفوفها ولا عذر ولا حجة للأجهزة الأَمنية بعد ذلك.

نسال الله الأمن والامان بمحمد وآله الأَطهار.