من خلال منبر الجمعة، وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع: سبق وأَن حذرنا من تفاقم الأَوضاع, ومن انفجار غضب الشارع,و استغلالها من قبل بعض المغرضين وبالفعل حصل ما كنّا منه نحذر منه.

من خلال منبر الجمعة، وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع: سبق وأَن حذرنا من تفاقم الأَوضاع, ومن انفجار غضب الشارع,و استغلالها من قبل بعض المغرضين وبالفعل حصل ما كنّا منه نحذر منه.

7/9/2018




*  القوات الأمنية.. واجبكم هو حفظ أمن المواطن والمتظاهر والممتلكات العامة والخاصة على حدٍ سواء.

*  مكتب سماحة المرجع: يبذل جهوداً على كافة المستويات من اجل إِجراء تحقيقات سريعة وواقعية وفورية لكشف المتسببين بإراقة الدماء.

جدد وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) تحذيرهم الشديد مِن المندسين الرامين لنشر الفوضى والإِيقاع بأَرواح المواطنين من جهة، والممتلكات العامة من جهة أخرى، وبالتالي تضييع مطالبات وحقوق المتظاهرين في عراقنا العزيز بشكل عام، ومحافظة البصرة الفيحاء بشكل أخص، جاء هذا التصريح من خلال منابر الجمعة، فيما شدد أصحاب السماحة والفضيلة بالقول: "سبق وأَن حذرنا من تفاقمها ومن انفجار غضب الشارع الذي لا يطفأ أَو استغلالها من قبل بعض المغرضين وبالفعل حصل ما كنّا منه نحذر فتفاقمت خلال الأَيام الأَخيرة الأمور؛ لتؤدي إِلى بعض المواجهات المؤسفة مع القوات الأَمنية ما أسفر عن وقوع قتلى وإِصابات بين أَبنائنا المتظاهرين والقوات الأمنية،وفسح المجال للمندسين لإِضرام النار في بعض المواقع والممتلكات الحكومية وللأسف وبهذا تم إِثقال خزينة الدولة بأموال لإعادة هذه المباني الحكومية كان الأَجدر أَن ينتفع بهذه الأموال لشراء محطات تحلية المياه أَو توفير خدمات أَخرى".

أصحاب السماحة والفضيلة أفصحوا أن مكتب سماحة المرجع (دام ظله)،  "يبذل جهوداً غير إعلامية ليل نهار من خلال غرف العمليات مع المسؤولين على كافة المستويات من اجل إِجراء تحقيقات سريعة وواقعية وفورية لكشف المتسببين بإراقة الدماء من القوات الأمنية أَو من المتظاهرين على حد سواء فهم جميعاً أبناء العراق؛ ولمعالجة الأزمة ولتلبية المطالب المشروعة لأبناء البصرة بتحسين ظروفهم المعاشية والخدمية"، داعين إلى التحلي بضبط النفس، وتجنب أي تصادم بين القوات الأمنية والمتظاهرين، فأن واجبهم هو حفظ أمن المواطن والمتظاهر والممتلكات العامة والخاصة على حدٍ سواء.

هذا وأهاب أصحاب السماحة والفضيلة بأبنائنا في البصرة لاسيما المتظاهرين منهم إلى تغليب الهدوء والتحلي بضبط النفس, وتجنب التصادم مع القوات الأَمنية, ومنع من يروه يروم الأضرار بالمواقع الحكومية من مندسين خوف الفتنة التي يصعب إطفاؤها، داعين في الوقت ذاته أبناء القوات الأمنية إِلى ضبط النفس والتحلي بالقيم الإِنسانية والإسلامية وإِتباع المعايير الدولية الإِنسانية لفك شغب الاعتصامات، ومحذريهم بالقول: ان من يطلق الرصاص الحي أَن الله سائله عن ذلك ومحاسبه، فاتقوا الله في أَرواح الناس واعلموا أنكم أنما وجدتم لأجل حماية أمن المتظاهرين من كل مندس مغرض، وصميم عملكم هو الحفاظ على سلامتهم لا أَن تتسببوا بإِهراق دمائهم".

إلى ذلك ختم أصحاب السماحة والفضيلة بالدعاء بالشفاء العاجل للمصابين والرحمة والخلود لمن فقدناهم، وفيما يأتي نصوص مما قدم على منابر الجمعة من توجيهات دينية ووطنية:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

* قال تعالى:- (وَلاَ تَقْتُلُوا الْنَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيَّهِ سُلْطَـناً فَلاَ يُسْرِف فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً).

* _  الآية الشريفة تشير إِلى حكم إسلامي مهم (احترام دماء البشر وتحريم قتل النفس)، وبعبارات قصيرة ومعنى كبير يأخذ بلباب القلوب.

* _  إِنَّ احترام دماء البشر وحرمة قتل النفس تعتبر من المسائل المتفق عليها في كل الشرائع السماوية وقوانين البشر، فقتل النفس المحترمة لدى الجميع مِن الذنوب الكبيرة، إِلاَّ أنَّ الإِسلام أعطى أهمية استثنائية لهذه المسألة بحيث اعتبر مَن يقتل إِنساناً فكأنّما قتل الناس جميعاً، كما في الآية (٣٢) مِن سورة المائدة (مَن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)، بل نستفيد مِن بعض الآيات القرآنية أنَّ جزاء قتل النفس بغير حق هو الخلود في النّار، وأنَّ هؤلاء الذين يتورطون في دم الأبرياء يخرجون عن ربقة الإِيمان، ولا يمكن أن يخرجوا مِن هذه الدنيا مؤمنين: (وَمَن قتل مؤمناً مُتعمداً فجزاؤه جهنَّم خالداً فيها) ، وحتى في الإِسلام فإِنَّ الذين يشهرون السلاح بوجه الناس ينطبق عليهم عنوان «محارب» وهذا الصنف لهُ عقوبات شديدة مُفصّلة في المصنفات الفقهية.

 

* _  إِنَّ رعاية العدالة ـ حتى في عقاب القاتل ـ تعتبر مهمّة إِسلامياً، لذلك نقرأ في وصية الإِمام علي(عليه السلام)، بعد أن اغتاله عبد الرحمن بن ملجم المرادي قوله: «يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين، تقولون قتل أمير المؤمنين، ألا لا تقتلن بي إِلاّ قاتلي، انظروا إِذا أنا مت مِن ضربته هذه، فاضربوه، ضربة بضربة، ولا تمثلوا بالرجل» كل ذلك رعاية لمسألة الدماء، نسأله تعالى أَن يحفظ الدماء بمحمد وآله النجباء.

*_  يشهد عصرنا الحاضر وللأسف مِن التجاوز في الإِسراف وهدر دِماء الأبرياء ما غسل معه عار أهل الجاهلية، من خلال الحروب المتعاقبة والاعتداءات المتكررة، وبهذا الصدد نوجه كلمتنا لأبناء البصرة:

كنا وما زلنا نرقب ونتابع باهتمام بالغ تطور الأَوضاع الراهنة في محافظة البصرة العزيزة، نتيجة استمرار تظاهرات المواطنين احتجاجاً على الواقع المزري الذي تعيشه هذه المحافظة التي تغذي كل العراق بخيراتها، مع استمرار تدهور ابسط الخدمات كالماء والكهرباء، وانتشار البطالة والفقر، وسبق وأَن حذرنا من تفاقمها ومن انفجار غضب الشارع الذي لا يطفأ أَو استغلالها من قبل بعض المغرضين وبالفعل حصل ما كنّا منه نحذر فتفاقمت خلال الأَيام الأَخيرة الأمور لتؤدي إِلى بعض المواجهات المؤسفة مع القوات الأَمنية ما أسفر عن وقوع قتلى وإِصابات بين أَبنائنا المتظاهرين والقوات الأمنية، مما فسح المجال للمندسين إِلى إِضرام النار في بعض المواقع والممتلكات الحكومية وللأسف وبهذا إِثقال خزينة الدولة بأموال لإعادة هذه المباني الحكومية كان الأَجدر أَن ينتفع بهذه الأموال لشراء محطات تحلية المياه أَو توفير خدمات أَخرى.

ونحيطكم علماً إِننا وإِذ نبذل جهوداً غير إعلامية ليل نهار من خلال غرف عمليات مع المسؤولين على كافة المستويات من اجل إِجراء تحقيقات سريعة وواقعية وفورية لكشف المتسببين بإراقة الدماء من القوات الأمنية أَو من المتظاهرين على حد سواء فهم جميعاً أبناء العراق؛ ولمعالجة الأزمة ولتلبية المطالب المشروعة لأبناء البصرة بتحسين ظروفهم المعاشية والخدمية.

كما ونهيب بكافة أبنائنا في البصرة سيما المتظاهرين منهم إلى تغليب الهدوء والتحلي بضبط النفس وتجنب التصادم مع القوات الأَمنية ومنع من يروه يروم الأضرار بالمواقع الحكومية من مندسين خوف الفتنة التي يصعب إطفاؤها.

كما ندعو أَبناءنا من القوات الأمنية إِلى ضبط النفس والتحلي بالقيم الإِنسانية والإسلامية وإِتباع المعايير الدولية الإِنسانية لفك شغب الإِعتصامات أَن حصل بالماء مثلاً، وعدم استخدام القوة مع أبناء جلدتهم؛ وليعلم من يطلق الرصاص الحي أَن الله سائله عن ذلك ومحاسبه، فاتقوا الله في أَرواح الناس واعلموا إنكم أنما أَوجدتم لأجل حماية أمن المتظاهرين من كل مندس مغرض، وصميم عملكم هو الحفاظ على سلامتهم لا أَن تتسببوا بإِهراق دمائهم.

ختاماً نبتهل إِلى الله العلي القدير بالشفاء العاجل للمصابين والرحمة والخلود لمن فقدناهم من أَبنائنا وإِنا لله وإِنا إِليه راجعون والعاقبة للمتقين.