من خلال منبر الجمعة: أشرنا مراراً إِلى ضرورة الإسراع بإكمال التشكيلة الوزارية التي طال انتظارها والتنازل عن التشبث بالرأي.

من خلال منبر الجمعة: أشرنا مراراً إِلى ضرورة الإسراع بإكمال التشكيلة الوزارية التي طال انتظارها والتنازل عن التشبث بالرأي.

30/11/2018




شدد وكلاء ومعتمدو مكتب سماحة المرجع (دام ظله) من أَئمة الجمعة والجماعة، على ضرورة الإسراع بإكمال التشكيلة الوزارية، معربين عن ضرورة إِنهاء حالت التشبث بالرأي وسياسة تقديم المرشح الوحيد؛ للمضي قدماً صوب حكومة تقوم بمهامها المناط عليها.

أصحاب السماحة والفضيلة أعربوا بالقول: "أشرنا مراراً إِلى ضرورة الإسراع بإكمال التشكيلة الوزارية التي طال انتظارها والتنازل عن التشبث بالرأي وسياسة تقديم المرشح الوحيد الواحد لا غير وبأسرع وقت؛ ليتسنى للحكومة المضي بتنفيذ برنامجها الخدمي"، كما وتابعوا التأكيد على الحاجة الماسة لتفعيل ملفي الخدمات ومكافحة الفساد.

هذا وقدموا العديد من المفاهيم كان من أهمها مفهوم المساواة الاجتماعية، ونبذ مظاهر العُجب في ظل الآيات الكريمة ونواهي الرسول الأعظم وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم)، وفيما يأتي قطوفاً مما قدم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

* قال تعالى: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً).

أيها المؤمنون:- نشير اليوم ومن خلال هذه الآية الشريفة إِلى واحدة من الرذائل الأخلاقية للتحذير منها إِلاّ وهي رذيلة.

العُجُب: وهو آفة من آفات النفس، وهو استعظام المرء نفسه؛ لأجل ما يرى لها من كمال سواء كانت تلك الصفة موجودة في الواقع أَم لا، وقد نهى عنه المولى تعالى في كتابه الكريم، وكذلك بيّن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) مساوئه، وأَعتبر علماء الأخلاق أنه باب للتكبر.

وبعبارة اصطلاحية أَخرى فان العجب يعني ابتهاج الإنسان وسروره بتصوّر الكمال في نفسه وإعجابه بأعماله، والإدلاء بها بظنّ تماميّتها وخلوصها، وحسبان نفسه خارجاً عن حدّ التقصير.

* وقد نهى المولى تعالى عباده عن الإعجاب بأعمالهم لِعلْمِه أنّه باب من أبواب الشيطان والنفس اللذين يُزيّنان العمل بعين فاعله، وحقيقة مهمة فإنّ الفعل مهما عظم يبقى صغيراً بحق المولى تعالى، قال تعالى: (فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ)، والتزكية هنا بمعنى مدح الإنسان لنفسه وهو مما نهى عنه المولى تعالى.,

* إنّ المطالع لأحاديث المصطفى (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام ) يجد أنّهم ذموا رذيلة العجب بشكل كبير، وخوّفوا من الوقوع بها لكونها فرصة كبيرة لمكائد الشيطان، فمما جاء في كتاب الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر لما ولاّه مصر: "إيّاك والإعجاب بنفسك، والثقة بما يعجبك منها، وحبّ الإطراء فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه، ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين".

وكذلك بيّنوا أن العجب أعظم من الذنب عند الله (سبحانه وتعالى)؛ فقد ورد عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: "إنّ الله علم أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب، ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً".

* و يرى علماء الأخلاق أنّ رذيلة العُجب تؤدي إلى رذيلة أكبر منها وهي الكِبر، كما أنّه بذرة لرذائل أخرى ومنشأ لأمور يشكّل كلُّ واحد منها سببا للهلاك والخلود في العذاب، وكذلك فإنّه يدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها لظنّه أنّه مستغنٍ عن تفقدها، ويدعو إلى استعظام العبادات والطاعات والمنّة بها على الله تعالى.

* أقسام العجب وعلاجها اعتبر علماء الأخلاق أن الأمور التي يمكن للإنسان أن يصاب بالعجب من ورائها، ترجع لعدة أمور منها:-

1) أن يعجب الإِنسان بجسده من حيث الجمال والشكل والصحة و...، والعلاج يكون من خلال التفكر من أين أتى وإلى أين مصيره وما يحتوي من قاذورات في جسده.

2) أن يعجب بقوته وقدرته، وعلاجه أن يتفكر بأنّ مرضاً بسيطاً كالحمى يضعف قوته، وشوكة وذبابة تعجزه.

3) أن يعجب بذكائه وعقله، وعلاجه أن يلتفت إلى أنّه أدنى مرض يصيب دماغه يخل بعقله.

4) أن يعجب بنسبه وعلاجه أن يتفكر في أَنه إِذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتفكرون.

5) أن يعجب بكثرة الغلمان والخدم والأولاد والأقارب والعشائر والأنصار، وعلاجه أن يتفكر بأنه هو وهم عبيد وعجزة ومآبهم إلى التراب ولن ينفعوه هناك، بل سيهربون منه.

6) أن يعجب بالمال، وعلاجه أن يتفكر بأنّ المال يأتي ويذهب ولا أصل له، وكم من الملوك من إفتقر ما بين عشية وضحاها، أَو لم ينقذه ماله من مرض أَلم به.

7) أن يعجب برأيه، وعلاجه أن يكون متهما لرأيه ولا يغتر به إلا أن يأخذ مُسنداً من القرآن الكريم والسنة النبوية.

وختاماً نختم بقول صادق أَهل البيت (عليهم السلام):- (من دخله العجب هلك)، نعوذ بالله تعالى من ذلك.

الخطبة الثانية:

أَهم ما يخص الشأن السياسي العراقي وكما أشرنا مراراً هو ضرورة الإسراع بإكمال التشكيلة الوزارية التي طال انتظارها والتنازل عن التشبث بالرأي وسياسة تقديم المرشح الوحيد الواحد لا غير وبأسرع وقت؛ ليتسنى للحكومة المضي بتنفيذ برنامجها الخدمي نظراً للحاجة الماسة لتقديم الخدمات ومكافحة الفساد وتحقيق ما يصبو إِليه المواطن العراقي، نسال الله تعالى اللطف بهذا البلد.