استقبل ممثل سماحة المرجع النجفي (دام ظله) ومدير مكتبه المركزي في النجف الأشرف سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأَييده)، وفداً من مؤسسة أم القرى للثقافة والإرشاد _خلال اللقاء_ تحدث الشيخ علي النجفي عن التحديات الكبيرة التي تواجهها الديانات السماوية في العصر الحالي، مشيراً إلى الهجمات الشرسة التي تستهدف الدين والقيم الأخلاقية. 

وقال الشيخ علي النجفي: "نحن نشهد حرباً على كل عمل يرتبط بالدين السماوي والقيم والأخلاق، وكل ما له علاقة بالتدين، فالعالم بأسره يتعرض لهجمة شرسة على كل ما له صلة بالدين السماوي. بدأت هذه الهجمة فعلياً في أواخر القرن الماضي، وأصبحت الآن ظاهرة واضحة. للأسف، العديد من الديانات السماوية، بما في ذلك المسيحية، تتعرض لتحديات كبيرة، حيث تراجعت بعض ممارساتها إلى مجرد طقوس شكلية". 

وأشار الشيخ علي النجفي إلى أن الإسلام أيضاً يواجه في العقود الأخيرة هجمة قوية، مستغلة أدوات الإعلام والإمكانات الواسعة للوصول إلى أبنائنا في منازلهم بدون قيود، وأضاف: "نحن كإسلاميين نواجه صعوبة في حماية مجتمعنا وشبابنا من هذه الهجمات، حيث يستخدم الآخرون وسائل بلا محددات للتأثير عليهم، ونحاول تربية أبنائنا بأساليب صحية ومدروسة، بينما يأتي الآخرون ليقدموا لهم ما يضرهم دون اعتبار للضوابط الأخلاقية أو الصحية، وأن هذا الوضع يضعنا في معركة كبيرة للحفاظ على دين الناس وحمايته". 

وأكَّد الشيخ علي النجفي على أهمية المبادرات الكريمة والطيبة التي يقودها رجال الدين لتحقيق التغيير الإيجابي والعمل الجاد.. وأوضح قائلاً: "نحن نعاني في معركة كبيرة، وللأسف نخاف على دين الناس"، مضيفاً: "نحن في العراق نواجه صراعاً ثقافياً وأخلاقياً وإنسانياً كبيراً، ونحتاج كمؤسسات دينية أن نكون في المقدمة، حيث يجب علينا أن لا نبقي أي وسيلة دون استخدامها في ظل هذا الصراع، والشباب يجلسون على الإنترنت بمعدل سبع ساعات يومياً، وهذه الساعات تستطيع أن تغير الكثير من الأفكار والمفاهيم والقيم والأخلاق ومن الصعوبة أن يجلس أب مع أبنائه سبع ساعات يومياً؛ ليوجههم وينصحهم ويربيهم؟"، كما وأشار سماحته قائلاً: "إن الإنترنت يصل إلى كوامن رغبة الإنسان ويزرع رسائل بلا قيم أو مبادئ للأسف الشديد". 

وتابع سماحة الشيخ علي النجفي أن الجيل الحالي يواجه تحديات أكبر من الجيل الذي عانى من الطاغية والموت في السابق، مؤكداً أن الأمور ستصبح أكثر صعوبة إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة الآن.