استقبل المكتب المركزيُّ لسماحة المرجع النجفيّ (دام ظله) وفدًا من منتسبي العتبة العباسيّة المقدّسة، وذلك ضمن زياراتهم المتواصلة إلى مدينة النجف الأشرف.

وألقى ممثل المكتب، سماحة السيد محمد طاهر الجزائريّ محاضرةً توجيهيَّةً تناول فيها أهمية الاستغفار والشكر كقيمٍ إيمانيَّةٍ عليا، مؤكّدًا أنَّ الاستغفار ليس مجرد ترديدٍ لفظيٍّ، بل حالةٌ وجدانيًةٌ تتطلب الندم الصادق، والعزم على عدم العودة إلى الذنب، كما أنَّ الشكر لا يكتمل إلا بالشعور الحقيقيّ بنعمة الله والاعتراف بها سلوكًا وقولًا.

وأشار السيد الجزائريُّ إلى أنَّ الروايات الواردة عن الأئمة عليهم السلام شدَّدت على أنَّ الإنسان لا يخلو في حياته من ذنب أو نعمة، وأنَّ الله تعالى يُقيم عليه الحجة في الحالتين، مطالبًا الحاضرين بالسعي لفهم عمق هاتين القيمتين وتطبيقهما في السلوك الشخصي والاجتماعي.

وأوضح أنَّ المؤمن الحقيقي هو من يقرّ بالذنب ليستغفر، ويقرّ بالنعمة ليشكر، وأنَّ هذا الإقرار هو جوهر العبودية، وهو ما ورد في كلمات الإمام الباقر عليه السلام: "لا والله، ما أراد الله من الناس إلَّا خصلتين: أن يقرّوا له بالنعم فيزيدهم، وبالذنوب فيغفر لهم".

كما شدَّد على أنَّ الخدمة في مراقد أهل البيت (عليهم السلام)، ومنها خدمة أبي الفضل العباس (عليه السلام)، تُعدّ من أعظم النعم، وتستلزم إدراكًا واعيًا بقيمتها وشكرًا متواصلًا عليها من خلال الإخلاص وترك المحرمات.