من خلال المؤتمر التبليغي لهيئة الحشد الشعبي: إن الرسول الأعظم (ص) تمكن من يوم البعثة إلى يوم وفاته من إرساء قواعد دينه الحنيف بكل متانة من خلال عمله وقوله.

من خلال المؤتمر التبليغي لهيئة الحشد الشعبي: إن الرسول الأعظم (ص) تمكن من يوم البعثة إلى يوم وفاته من إرساء قواعد دينه الحنيف بكل متانة من خلال عمله وقوله.

13/10/2020




* فقدنا أخوة أَعزاء على قلوبنا قد التحقوا بركب الشهداء والصالحين وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً..

* هؤلاء رجال الدين الاطياب قد استحقوا أجر الجهاد بالسيف, وأجر الجهاد باللسان والتعليم والتسديد لأفلاذنا في سوح المعارك.

شارك ممثل سماحة المرجع (دام ظله) ومدير مكتبه المركزي سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأييده) في أعمال المؤتمر التبليغي الأَول والذي أَقامته مديرية التوجيه العقائدي في هيئة الحشد الشعبي، وبحضور عددٍ كبيرٍ من مختلف شرائح المجتمع، حيث عقد بمحافظة النجف الأَشرف والذي تزامن انعقاده مع ذكرى وفاة النبي الأَكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله).

النجفي القى كلمة أَمام الحاضرين أَشار فيها إِلى أَهمية التبليغ والإِرشاد الديني لرجال الدين مثمنا ذلك الدور  في الجبهات والدور البطولي للمجاهدين في سوح القتال.

تطرق سماحته إِلى مناسبة ذكرى رحيل رسول الإِنسانية وإِرسائه دعائم الدين بالقول والفعل, فكان مبشراً ونذيراً ومبلغاً لأَوامر ربه للناس، مباركاً للجميع إِقامة هذا المؤتمر مع هذه المناسبة العظيمة، وفيما يأتي نص كلمة ممثل سماحة المرجع (دام ظله):

 

كلمة ممثل سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي(دام ظله)  للمبلغين في سوح الجهاد في ذكرى وفاة النبي الأَعظم(صلى الله عليه وآله).

العدد: 548 التاريخ: 25 صفر 1442هـ  الموافق: 13/10/2020م.

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي هدانا صراطاً سوياً، والصلاة والسلام على خير المبعوثين وسيد المرسلين محمد بن عبد الله الذي بعثه مبشراً ونذيراً للعالمين، والصلاة والسلام على ذريته الطاهرة أهل البيت المعصومين، واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين إلى الآخرين وإِلى يوم الدين..

قال الله سبحانه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، وقال عزّ من قائل: (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ).

صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

من نعم الله سبحانه أن يوفّق الإنسان لتحمل مسؤولية التبليغ والإرشاد الديني, وهي وظيفة الأنبياء والرسل, وقد شرفكم الله (جل وعلا) بهذا الشرف خدمةً للبشرية عموماً وخصوصاً لأبطالنا المجاهدين الذين وضعوا أرواحهم على الأكف واندفعوا امتثالاً لأمر الله سبحانه إِلى سوح القتال ليطهروا عراق الإِسلام وعراق الأئمة الطاهرين من دنس الفاسدين، وقد كنا نشاهد ونتابع جهودهم الجبارة، فسلام الله على من استشهد منهم وعلى من تحمل الجراح والإعاقة خدمة للوطن الإِسلامي العزيز، والذي وفق للجهاد في سبيل الإِسلام طواعية.

ونحن إِذ نبارك جهود رجال الدين الذين كانوا مع المجاهدين في جميع المراحل التي مرت على العراق، ومازالوا يتابعون واجباتهم الشرعية في الإرشاد والتوجيه والتشجيع لأبطالنا العظماء, وقدموا الدماء الطاهرة جنباً إِلى جنب المجاهدين بل في مقدمتهم وفقدنا أخوة أَعزاء على قلوبنا قد التحقوا بركب الشهداء والصالحين وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً، وهؤلاء رجال الدين الاطياب قد استحقوا أجر الجهاد بالسيف وأجر الجهاد باللسان والتعليم والتسديد لأفلاذنا في سوح المعارك، فهنيئاً لهؤلاء الطيبين هذا التوفيق.

 أرجو الله سبحانه أن يمّن عليهم بقبول أعمالهم مع مزيد من التسديد والتوفيق ومضاعفة الجهود والتبليغ لخدمة الوطن وخدمة المدافعين عن أرض الوطن, خصوصا ونحن نعيش في مرحلةٍ حرجةٍ ومهمةٍ على الصعيد الديني وغيره.

ونحن نعيش هذه الأيام مناسبة مرور يوم ارتحال الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) إِلى الرفيق الأعلى, وأَيام مناسبة زيارة الأربعين لسيد الشهداء (صلوات الله عليه)، وكلنا نعلم أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) تمكن من يوم البعثة إلى يوم وفاته (23) سنة تقريباً من إرساء قواعد دينه الحنيف بكل متانة من خلال عمله وقوله صلوات الله عليه وآله, وارتحل من الدنيا بعدما أكدّ له الله سبحانه وتعالى بقوله: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)، وليس المقصود ما يمنحه الله سبحانه في الآخرة فقط بل مضافاً إِلى ذلك بسط شريعته على البسيطة كلها على يد سبطه (عليه السلام) وابن أشباله وليِّ الله الأعظم (عجل الله تعالى فرجه الشريف), فاطمأنت نفسه الشريفة بهذا الوعد الإلهي المؤكد فسمح لملك الموت بقبض روحه ليتلقى الاستقبال الإلهي بقوله سبحانه: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)، فنسأله تعالى أن يجعلني وإياكم من المهتدين بهداه, والسائرين على نهجه بهداية الناس إلى دينه بعملنا قبل قولنا وممن ينالون شرف مرافقته في الجنان انه سميع مجيب.. والسلام.