سماحة المرجع النجفي (دام ظله) يستقبل وفوداً من العراق ودول الخليج ويوجه نصائح أبويَّة

سماحة المرجع النجفي (دام ظله) يستقبل وفوداً من العراق ودول الخليج ويوجه نصائح أبويَّة

2/6/2025




استقبل سماحة المرجع النجفي (دام ظله) وفوداً من داخل العراق ومن عددٍ من دول الخليج العربي، ممن وفدوا إلى النجف الأشرف لزيارة مرقد المولى أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وفي لقاءٍ أبويٍّ مفعم بالموعظة، قدّم سماحته (دام ظله)  مجموعةً من النصائح والتوجيهات الدينية والاجتماعية، دعا من خلالها الزائرين إلى الالتزام بسلوكيات المؤمنين الصادقين، وضرورة محاسبة النفس بشكلٍ يوميٍّ، مبيناً أنَّ من لا يحاسب نفسه خلال اليوم والليلة "فهو في خطر عظيم"، مشدّداً على أنَّ محاسبة النفس ليست خاصة بالرجال أو النساء، ولا ترتبط بالعمر أو المنصب، بل هي من خصال المؤمن الحقيقي.


وقال سماحته (دام ظله): "الذي لا يحاسب نفسه لا يُعدّ من أهل الإيمان، فالمؤمن الحق يكون في حالة مراجعة ومحاسبة دائمة، سواء أكان رجلاً أو امرأة، شاباً أو كبيراً، لا فرق. ينبغي أن يُراجع الإنسان نفسه كل ليلة، ليتأمل ما فعله من لحظة صلاة الفجر حتى لحظة الاستعداد للنوم: ماذا رأى؟ ماذا سمع؟ ماذا قال؟ ماذا أخذ وأعطى؟ هل كانت خطواته في طاعة أم معصية؟".


وأكَّد سماحته أنَّ الوقت الأمثل لمحاسبة النفس هو الليل، حين يهدأ البيت ويخلو الإنسان إلى نفسه، فيجلس مستذكراً ما صدر منه خلال النهار، فإن وجد أنه كان في طاعة، شكر الله ودعاه للقبول، وإن وجد أنه أخطأ، فعليه أن يندم ويستغفر ويطلب العفو.


وركز سماحته (دام ظله)  على أهمية استذكار وصية الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، التي دعا فيها أبناءه للمواظبة على محاسبة النفس، مشيراً إلى أنها "وصية جامعة تحوي خلاصة الدين، وتكفي لأن تكون ذخراً للآخرة". وقال: "اجعلوا هذه الوصية بين أعينكم، في أولادكم وبناتكم وأحفادكم، فهي قانون مهم في الدنيا".


وخاطب الزائرين قائلاً: "إذا خرج أحدكم من النجف دون أن يحمل معه هذه النصيحة، فقد خسر شيئاً عظيماً، فهذه ليست زيارة عابرة، بل هي توفيق إلهي ونعمة كبرى ينبغي أن تُثمر وعياً وسلوكاً".


وتطرق سماحته إلى فضل النجف الأشرف ومكانتها، قائلاً: "نوم المؤمن في النجف عبادة، لأن علياً عليه السلام موجود فيها. كما أن مولده كان في الكعبة، لذا فإن نوم المؤمن في مكة كذلك عبادة كما ورد في بعض الروايات"، موضحاً أن وجود المؤمن قرب مرقد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يحمل دلالات روحية ومعنوية عميقة.


وحث المرجع النجفي(دام ظله)  الزوار على زيارة المواقع الإسلامية التاريخية مثل مسجد الكوفة، الذي وصفه بـ"أكبر مسجد علم في الدنيا"، مؤكداً أنَّ "فيه كان جلس أمير المؤمنين وصلي، وفيه قُتل عليه السلام، وهذا المسجد شاهد على تاريخ عظيم لا ينبغي أن يُنسى".