في ظل جائحة كورنا، سماحة المرجع (دام ظله) يجيب على إستفتاء إقامة الشعائر الحسينية.

في ظل جائحة كورنا، سماحة المرجع (دام ظله) يجيب على إستفتاء إقامة الشعائر الحسينية.

20/7/2020




في استفتاء قدم لسماحة المرجع (دام ظله) لبيان رأيه الفقهي بإقامة الشعائر الحسينية في ظل جائحة كورونا بينّ سماحته أن إقامة الشعائر الدينية ومنها الحسينية هي من وصايا وتوجيهات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) للمؤمنين مهما كانت الظروف وجهد وتعب، مع لزوم حفظ النفس والالتزام بالنصائح المتفق عليها عند الأخصائيين.

ممثل سماحة المرجع(دام ظله) ومدير مكتبه سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأييده) أكد في تصريح خاص على هذا الاستفتاء أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وعلى مر العصور والازمان وفي مختلف الأماكن والظروف كانوا حريصين كل الحرص على توجيه شيعتهم ومحبيهم على إحياء الشعائر الدينية ومنها الحسينية، وأن سماحة المرجع (دام ظله) يبين هذا الرأي الممتد لرأي الأئمة (سلام الله عليهم)، ويؤكد في الوقت ذاته على ضرورة الإلتزام بحفظ النفس وفق النصائح المتفق عليها من الاخصائيين كالتباعد الاجتماعي ولبس الكفوف والكمامات وتعقيم الأماكن؛ لأن في ذلك حفاظا على سلامة المجتمع، وحفاظا على إحياء هذه الشعائر الدينية التي هي إحياء للدين.

وبين سماحته أن سماحة المرجع (دام ظله) أكد في جوابه أن الشعائر الحسينية تسقي جذور الإسلام وتثبّت أسسه في قلوب الناس وتعلن رفض الكفر والإلحاد والتمرد ضد الإسلام ولذلك كانت الشعائر الحسينية وما زالت أهم من كل شيء في الحياة لدى المسلمين المخلصين للإسلام وأتباع مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) بالخصوص، وفيما يلي نص الاستفتاء المقدم للمكتب المركزي ونص الجواب الصادر عن سماحة آية الله العظمى المرجع الدّينيّ الكبير الشّيخ بشير حسين النّجفيّ دام ظلّه...

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

 شيخنا المفدّى: في ظلّ جائحة كورونا رأينا أنّ كلام الأطبّاء المختصّين فيه من التّعارض والتّناقض الكثير، فمن قائل أنّ المرض ينتقل باللّمس وعليه ينبغي لبس القفّازات، وبين قائل أنّ المرض ينتقل بالرّذاذ الصّادر عن فم المريض وعليه لا عبرة بلبس القفّازات بل ينبغي لبس الكمّامات، وبين قائل بأنّ القفّازات والكمّامات بوضعها لوقت طويل ضرّه أكثر من نفعه، وبين قائل بالاكتفاء بالتّباعد بين النّاس وهكذا في كثير من الأمور التي تتعلّق بهذا الأمر... علماً أنّ كثيراً من البلدان تتوجّه كما صرّح بعض المسؤولين إلى فتح المطارات والبلدان في الأيّام المقبلة مع العمل على أن يهتمّ كلّ فرد من المجتمع بحماية نفسه مضافاً إلى أنّنا نرى أنّ الكثير من الأسواق وأماكن التّرفيه فتحت في الآونة الأخيرة مع مراعاة الضّوابط الصّحيّة ولكن رغم ذلك فما زالت المساجد والحسينيّات مغلقة بل يحتجّ البعض أنّ أمر مراجعنا العظام بلزوم الامتثال بالأوامر الطبيّة يعني عدم الذهاب لزيارة الأماكن المقدّسة وعدم إقامة مجالس الحسين عليه السّلام... فما هو تكليفنا خصوصاً وأنّنا مقبلون على شهر محرّم الحرام وقد انصرف كثير من أصحاب الحسينيّات عن التّجهيز لهذا الموسم العظيم فنرجو من سماحتكم أن تبيّنوا للمؤمنين وظيفتهم حتى لا نكون ممّن تقاعس عن إحياء أمرهم عليهم السّلام، دمتم ذخراً ومرشداً للمؤمنين.

 

الجواب

باسمه سبحانه: يجب على كل مسلم العمل والسعي للمحافظة على دين الله ودين نبيه (صلى الله عليه وآله) مهما كلّف ذلك من الجهد والتعب كما فعل النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) والمخلصون له ولذريته على مرّ التاريخ، وقد قلنا بلزوم الالتزام بالشعائر الدينية مع لزوم حفظ النفس والالتزام بالنصائح المتفق عليها عند الأخصائيين، وعلى هذا الأساس ينبغي أن ننظر في الشعائر الدينية كلّها المعاملات منها والعبادات ولاسيما الشعائر الحسينية فإنّها تسقي جذور الإسلام وتثبّت أسسه في قلوب الناس وتعلن رفض الكفر والإلحاد والتمرد ضد الإسلام ولذلك كانت الشعائر الحسينية وما زالت أهم من كل شيء في الحياة لدى المسلمين المخلصين للإسلام وأتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بالخصوص، وقد قدّم المؤمنون على مرّ التاريخ رقابَهم وقطعت أيديهم وأرجلهم وكانت هذه التضحيات بتأييد من المعصومين (عليهم السلام)  ولم يتزحزح أنصار الدين عن العزم على إبقاء جذوة الشعائر الحسينية متقدة تلمّ المخلصين حول شجرة الإسلام وتدفع عاديات الدهر عنها، فعلينا جميعاً أينما كنا في شرق الأرض وغربها الاهتمام بالشعائر الحسينية بكل ما أوتينا من قوة، فهي أمانة لابد من أدائها إلى أهلها كما تسلمناها. فإن بقاء الإسلام ببقائها.

فمع الالتزام بالضوابط الطبية المتفق عليها يمكن إقامة الشعائر الحسينية الشريفة من المجالس  والمواكب وغيرها مما اعتاد على إقامته الحسينيون.

اللهم أعنا على خدمة دينك في جميع مرافق الحياة وعلى المحافظة على الشعائر الحسينية إلى أن نسلمها للمُعزَى بجده الحسين (عليه السلام) وليِ الله الأعظم (عجل الله فرجه الشريف)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.