كلمة مكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي(دام ظله) إِلى خطيبات المنبر الحسيني والمبلغات.

كلمة مكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي(دام ظله) إِلى خطيبات المنبر الحسيني والمبلغات.

31/12/2020







بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي هدانا صراطاً سوياً، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى آله السادة الميامين، واللعنة على أعدائهم أجمعين إِلى يوم الدين.

قال الله سبحانه: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).

صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

أيها الحفل الكريم أن الله أنزل الدين الإِسلامي على يد الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) وحفظه بجهود الأئمة الأطهار(عليهم السلام) فأن النبي هو الذي جاء بالشريعة والأئمة هم الذين حفظ الله دينه بهم، وتحمل الأئمة (صلوات الله عليهم) أنواع البلايا والشدائد، وقدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل الدين حتى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) جعل نهضته وسيلة للحفاظ على الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال: (إِنّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلا بَطَراً، وَلا مُفْسِداً وَلا ظالِماً، وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاحِ في أُمَّةِ جَدّي، أُريدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَسيرَ بِسيرَةِ جَدّي وَأَبي عَلِيّ بْنِ أَبي طالِب).

وهذا الدين يتألف من العقائد (أصول الدين) والإِيمان بالله وبالرسول وبالقرآن والقيامة وإمامة الأئمة، وأن الله عادل لا يظلم، والجزء الآخر هو الفروع من الصلاة و الصوم والحج والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتولي للنبي وآله الأطهار وإطاعتهم والتبري من أعداء الإسلام وأعداء النبي وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم).

وقد جعل الله (سبحانه وتعالى) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أُسس الإِسلام وجزءاً مهماً من كيانه، وعلينا جمعياً الاهتمام بهذه الفريضة لنهدي أنفسنا ونراعي توجيهاتنا لأهلنا وأولادنا في ضوء الدين الحنيف، ونأمر الآخرين بالمعروف وننهاهم عن المنكر، وفي هذا الصدد ينبغي أن نلتفت إِلى أمور:

الأمر الأول: إِن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أكدت الشريعة على الاهتمام بهما، بحيث ورد عن المولى أمير المؤمنين (عليه السلام): (لَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ)، وقد علمنا أن الإمام الحسين (عليه السلام) جعل الغاية من نهضته وشهادته أداء هاتين الفريضتين الشريفتين ألا وهما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الأمر الثاني: لو تأملنا في المصائب الاجتماعية التي ابتليت بها الأُمة وخصوصاً عراقنا العزيز والمفاسد الاجتماعية التي مازلنا نواجهها، لوجدنا أن السبب الأساسي فيها هو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعلى كل واحد أن ينهى نفسه عن المنكرات في القول والعمل بل حتى في عالم الفكر والخيال، ثم يسعى في إصلاح أطفاله وعائلته فيأمرهم بالمعروف وينهى عن المنكر، وكلنا نشاهد أن فساد معظم العوائل والأطفال إنما تكون نتيجة إهمال الوالدين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تربية الأولاد.

الأمر الثالث: الخطباء والخطيبات معاً ممن يتصدون للخطابة وبيان فضائل ومصائب أهل البيت (عليهم السلام) يجب عليهم الاهتمام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأسلوب مؤثر بحيث تكون دعوة المستعين إلى الالتزام بالدين ضمن فضائل ومصائب أهل البيت (عليهم السلام) حتى يكون تأثيره أكثر، وينبغي للذين يصعدون على المنبر الحسيني أن يؤدوا حق هذا المنبر الشريف، ولا يتم هذا الحق بدون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فبما أن تًبليغ خطيبات المنبر داخل البيوت وفي وسط العوائل، فإننا نؤكد على بذل كامل الجهد في التأكيد على العفة والحجاب، فأنه يستفاد من روايات الأئمة والآيات الشريفة أن أية امرأة كشفت عن شيء من جسدها لغير محرم يحرق الله ذلك العضو في نار جهنم فترات طويلة.

وعدم الاختلاط مع من لا يجوز الاختلاط مع من لا يجوز الاختلاط معه، والتصدي للهجمة الثقافة، والتنبيه على خطورة الاستخدام الغير منضبط بالضوابط الشرعية لوسائل التواصل الاجتماعي، وتنبيه المؤمنات على أن المرة لها الدور الأكبر في الحفاظ على المجتمع من خلال كون المرأة هي التي تصنع الرجال بتربيتها لأولادها ودعما لأسرتها.

ختاماً: نرجو الله أن يوفق ويمكن رواد المنبر الحسيني من أداء واجبهم على أكمل وجه أنه سميع مجيب، والسلام..